Page 190 - merit
P. 190

‫العـدد ‪44‬‬                            ‫‪188‬‬

                                                                                                                                                                                         ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬                       ‫عبد الرحيم‬
                                                                                                                                                                                                                            ‫مقصود*‬
 ‫في بابل‪ ،‬حيث حكمتها قبيلة‬           ‫الكردي المسلم‬                                                                                                                                       ‫الشعب‬
    ‫جودي‪ ،‬ثم قريبتها قبيلة‬           ‫شعب عريق في‬
   ‫كاسان قرو ًنا عديدة‪ .‬وقد‬          ‫القدم‪ ،‬فموطنه‬                                                                                                                                                          ‫الكرد والإسلام‬
                                     ‫كردستان مهد‬
‫أفل نجم الكرد بقضاء الفرس‬            ‫البشرية الثاني‬
    ‫الأخمينيين على مملكتهم‬       ‫بعد الطوفان‪ ،‬حيث‬
      ‫ميديا سنة (‪550‬ق‪.‬م)‬            ‫انطلقت البشرية‬
                                     ‫من سفوح جبال جودي‬
 ‫وأصبحوا بعد ذلك حكومات‬            ‫المباركة‪ ،‬وذلك عندما دعى‬
 ‫وإمارات تابعة للفرس حتى‬         ‫سيدنا نوح وقال‪َ « :‬و ُق ْل َر ِّب‬
                                   ‫َأ ْن ِز ْلنِي ُم ْن َز ًل ُم َبا َر ًكا َو َأ ْن َت‬
            ‫ظهور الإسلام‪.‬‬           ‫َخ ْي ُر ا ْلُ ْن ِزلِي َن» (المؤمنون‪:‬‬
     ‫كان الكرد يعيشون من‬           ‫‪ ،)29‬فأنزله الله على جبل‬
                                ‫الجودي‪ ،‬قال تعالى‪َ « :‬و ِقي َل َيا‬
       ‫التمزق والتشتت بين‬        ‫ََأأا َْوْْقرَللِِق ْيِمعُ َُرلضي اَُبوَْباوْعَل ًِدْغِعاسي َتيلِ ََْلو ََقضْم ْتاوا َْء ِمَلَعاِكَاُءلل َوََّاظوَياْلُاقِلُِجي ِ ََوضنس َِدَ»ميا ِّ ُيء‬
   ‫الإمبراطوريتين الكبيرتين‬        ‫(هود‪ .)44 :‬فهذه الأرض‬
                                ‫المباركة هي أرض كردستان‪،‬‬
      ‫الساسانية والرومانية‪،‬‬       ‫وما اختار الله لسيدنا نوح‬
     ‫وكانت أرض كردستان‬           ‫عليه السلام غير هذه البقعة‬
                                   ‫المقدسة‪ ،‬لتعمر شتَّى بقاع‬
       ‫مسر ًحا لكل الحروب‬         ‫الأرض‪ ،‬وفي جزيرة بوتان‪،‬‬
       ‫التي دارت بين هاتين‬            ‫دفن نوح عليه السلام‪،‬‬
  ‫الإمبراطوريتين العظمتين‪،‬‬      ‫ويروى أنه ُدفن في قرية بانح‬
    ‫واض ُطهد الكرد وأجبروا‬        ‫القريبة من الجزيرة بوتان‬
    ‫على طقوسهم وعاداتهم‪،‬‬         ‫على مقربة من قرية هشتيان‬
   ‫ولكنهم لم يأخذوها جملة‪،‬‬           ‫وتعني الثمانين‪ ،‬إشارة‬
 ‫إذ إنهم حافظوا على أعرافهم‬       ‫إلى عدد أصحاب نوح عليه‬
 ‫وعاداتهم‪ ،‬ولكن سلب منهم‬        ‫السلام‪ ،‬ثم انتشرت الشعوب‬
     ‫أغلى ما في الوجود وهو‬      ‫والقبائل في كل الجهات تعمر‬
 ‫الحرية‪ ،‬فكانوا يتطلعون إلى‬       ‫الأرض‪ ،‬وتستثمرها‪ ،‬وبقي‬
 ‫من ينقذهم من جور الفرس‬          ‫أصحاب جودي على سفوح‪،‬‬
‫والروم‪ ،‬فما إن بزغت شمس‬              ‫وضفاف الأنهار يمثلون‬
‫الإسلام من الجزيرة العربية‬
    ‫في أواخر القرن السادس‬                   ‫الشعب الكردي‪.‬‬
     ‫الميلادي‪ ،‬وقامت الدولة‬         ‫والتاريخ المكتوب يحدثنا‬
 ‫الإسلامية الأولى في الحجاز‬       ‫عن امتداد الشعب الكردي‪،‬‬
   ‫ونجد‪ ،‬إلا ودخل الناس في‬         ‫واحتواء الحضارة العالمية‬

            ‫دين الله أفوا ًجا‪.‬‬
    ‫وتجسد عالمية هذا الدين‬
 ‫الجديد في الممثلين للقوميات‬
     ‫عند النبي صلى الله عليه‬
  ‫وسلم‪ ،‬فكان بلال الحبشي‬
   ‫وصهيب الرومي وسلمان‬

       ‫الفارسي‪ ،‬والصحابي‬
    ‫الجليل (كافان أو جابان)‬
   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195