Page 194 - merit
P. 194

‫العـدد ‪44‬‬                             ‫‪192‬‬

                                  ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬                       ‫أقدم المسلمين‪ ،‬أشد المسلمين‬
                                                                    ‫بأ ًسا‪ ،‬تاريخ متصل‪ ،‬فلا بد‬
  ‫وفي طريقه إلى الاستشهاد‪،‬‬          ‫وسط أوروبا غر ًبا‪ ،‬وكانوا‬
     ‫هم عدة الأمة الإسلامية‬       ‫دائ ًما في المقدمة التي لا تهاب‬     ‫أن يبنى هذا التاريخ فيهم‬
   ‫اليوم في مقاومة الجاهلية‬                                        ‫ضمي ًرا خا ًّصا وتفكي ًرا خا ًّصا‬
                 ‫المعاصرة‪.‬‬            ‫الموت‪ ،‬وكانوا هم فاتحوا‬
     ‫ومنذ أن استوت سفينة‬          ‫بلاد القوقاز وقاهروا روسيا‬            ‫واعتزا ًزا خا ًّصا بالذات‪.‬‬
      ‫نوح على جبل الجودي‬                                              ‫وفي ص‪ 72‬تحت عنوان‪:‬‬
    ‫في كردستان‪ ،‬وهبط منها‬             ‫والمغول والصين‪ ،‬وطوال‬        ‫(فضل الأكراد على المسلمين)‬
                                  ‫تاريخهم لم يتلوثوا بالتهاون‬      ‫يقول‪« :‬صلاح الدين الأيوبي‪،‬‬
  ‫طليعة مؤمني البشر بقيادة‬
      ‫نوح عليه السلام‪ ،‬وما‬           ‫ولا التحالف ولا التفاوض‬            ‫ابن الأثير‪ ،‬ابن خلكان‪،‬‬
                                         ‫مع العدو‪ ،‬ولا اتهموا‬           ‫ابن تيمية‪ ،‬الشيخ سعيد‬
    ‫زال جبل الجودي مأوى‬                                              ‫النورسي‪ ،‬هؤلاء هم بعض‬
      ‫ومثوى لطليعة الإيمان‬          ‫بإخفاء تمسكهم بالإسلام‪،‬‬              ‫أفراد الأكراد على مدى‬
                                    ‫ولا رضوا لأنفسهم مغانم‬         ‫تاريخ المسلمين‪ ،‬والفيلسوف‬
 ‫الكرد‪ ،‬وما زال سلالة أتباع‬       ‫الحكم والقصور والسفارات‪،‬‬          ‫والمؤرخ والمحدث (والفقيه)‪،‬‬
    ‫نوح يبحثون عن الإيمان‬                                            ‫وفي الحرب لم يكن دورهم‬
                                      ‫ولم يعرفوا المساكنة ولا‬          ‫قاص ًرا على صلاح الدين‬
  ‫عبر العصور‪ ،‬ويدخلون في‬           ‫المداهنة‪ ،‬إنهم يسمون بلدهم‬       ‫وهزيمته للصليبيين في وقت‬
‫الإيمان ويدافعون عن الإيمان‬                                            ‫تراجع فيه بعض العرب‪،‬‬
                                     ‫كردستان بلاد الشجعان‪،‬‬               ‫بل تحالف بعضهم مع‬
  ‫ويموتون على الإيمان‪ ،‬ولو‬           ‫هكذا يطلق عليهم المؤلفون‬         ‫الغازي الصليبي‪ ،‬كالعادة‬
‫اجتمعت الدنيا كلها على الظلم‬        ‫الغربيون‪ ،‬ولكن لو أنصفنا‬          ‫لم يقتصر دورهم على هذا‬
                                  ‫لقلنا كردستان بلاد الشهداء‪،‬‬          ‫القائد فيكون فلتة بينهم‪،‬‬
   ‫أو الكفر والعدوان عليهم‪.‬‬                                              ‫ولكن اشتركوا في كافة‬
                                         ‫فهم على مدى التاريخ‬        ‫الحملات الإسلامية‪ ،‬في فتح‬
   ‫الحل الإسلامي‬                     ‫شهداء الإسلام‪ ،‬يسكنون‬            ‫البلدان من الهند شر ًقا إلى‬
   ‫للقضية الكردية‬                   ‫الشرق الأوسط منذ خمسة‬

 ‫في كتاب (كردستان والبديل‬               ‫آلاف سنة قبل الميلاد‪،‬‬
 ‫الأمثل) يقول الدكتور حكيم‬            ‫دخلهم الإسلام أيام عمر‬
  ‫مختار‪ :‬المشروع الإسلامي‬           ‫بن الخطاب‪ ،‬كلهم سن ُّيون‪،‬‬
                                  ‫جنسهم آري‪ ،‬ولغتهم كردية‬
    ‫يقدم حله الأمثل للقضية‬          ‫يكتبونها بالحروف العربية‬
  ‫الكردية استنا ًدا إلى مبادئ‬          ‫إلا في تركيا‪ ،‬حيث تحتم‬
   ‫أساسية تستمد شرعيتها‬            ‫عليهم قوانين الدولة كتابتها‬
 ‫من كتاب الله وسنة رسوله‬
                                        ‫بالحروف‬
     ‫وتطبيقاتهما‪ ،‬وتتمثل في‬             ‫اللاتينية‪.‬‬
      ‫حقوق أساسية منحها‬             ‫مساحة بلدهم‬
                                  ‫كردستان نصف‬
   ‫الله ضمنًا للشعب الكردي‬            ‫مليون كيلو‬
   ‫ولكل شعب‪ ،‬وهذه المبادئ‬          ‫متر مربع‪ ،‬عدد‬
                                    ‫الأكراد حسب‬
             ‫الأساسية هي‪:‬‬          ‫تقديرات ‪1984‬‬
‫المبدأ الأول‪ :‬الحقوق القومية‪:‬‬       ‫هو ‪ 22‬مليون‬
                                   ‫مسلم ‪-‬هذا في‬
     ‫يعترف الإسلام اعترا ًفا‬        ‫وقت المؤلف‪-‬‬
     ‫كام ًل بالشعب الكردي‪،‬‬           ‫سنِّي مظلوم‬
‫وجوده وهويته وخصائصه‪،‬‬
    ‫مر ُّد ذلك قوله تعالى‪َ « :‬يا‬
   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199