Page 218 - merit
P. 218

‫العـدد ‪44‬‬                        ‫‪216‬‬

                              ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬                       ‫في شرقنا‪ ،‬تجاوزت كل‬
                                                                  ‫التوقعات التي كانوا‬
     ‫الداخلي‪ ،‬ليتمكنوا من‬              ‫أحمدي نجادي‬
  ‫مواجهة الأنظمة المعادية‬                                  ‫يأملونها‪ ،‬ومنها محاولاتهم‬
‫لقضيتهم ومصير شعوب‬             ‫شعوب المنطقة‪ ،‬وخدماتهم‬       ‫تدميرها كلغة ثقافية أدبية‪،‬‬
                                ‫لا تحدها أساليب الأنظمة‬     ‫لكن بعفويته واستنا ًدا على‬
                 ‫المنطقة‪.‬‬                                   ‫الركيزة الثقافية التاريخية‬
  ‫كما وللكورد مآثر يجب‬              ‫الشمولية العنصرية‪.‬‬      ‫تم ليس فقط الحفاظ عليها‬
 ‫تمجيدها بغض النظر عن‬            ‫فدفاع المثقفين الكرد عن‬
   ‫الخلافات السياسية أو‬       ‫قضايا مجتمع شرقنا‪ ،‬دون‬          ‫بل وتطويرها‪ ،‬لتظل على‬
   ‫الفكرية‪ ،‬كالخدمة التي‬          ‫تمييز‪ ،‬لا حصر له‪ ،‬ولا‬      ‫سوية اللغات المتطورة في‬
   ‫قدمتها القوات الكردية‬        ‫يقل عما قدموه لمجتمعهم‬
  ‫الـ(ي ب ك) والـ(ي ب‬           ‫وأمتهم‪ ،‬النزعة الإنسانية‬        ‫العالم‪ ،‬عل ًما بأن الكثير‬
    ‫ج)‪ ،‬والبيشمركة نيابة‬         ‫هذه؛ نابعة من ركيزتهم‬        ‫مما يملكونه من القدرات‬
   ‫عن العالم بالقضاء على‬      ‫الثقافية والتاريخية‪ ،‬وليس‬
                               ‫لتحسين السيرة الذاتية أو‬           ‫والإمكانيات تصرف‬
      ‫(داعش) أحد أخطر‬           ‫كسب الشعبية والشهرة‪.‬‬          ‫على الخلافات السياسية‬
    ‫المنظمات الإرهابية في‬        ‫ومن المؤسف وبخلافها‪،‬‬         ‫الداخلية‪ ،‬أو في صراعهم‬
   ‫العالم‪ ،‬وهي لا تقل ع َّما‬                                ‫مع الأنظمة المتربصة بهم‪،‬‬
    ‫فعله الكرد يوم تمكن‬                 ‫ففي داخل البيت‬     ‫الحالتان التي تقف وراءهما‬
‫القائد الخالد صلاح الدين‬            ‫الكردستاني‪ ،‬ما زال‬          ‫الدول الإقليمية‪ ،‬والتي‬
  ‫الأيوبي من القضاء على‬       ‫حراكهم يعاني من القضايا‬       ‫عملت المستحيل لئلا تخرج‬
   ‫الحملات الصليبية بعد‬       ‫التي غرزتها الأنظمة المحتلة‬     ‫الحركة الكردستانية من‬
‫رسخوهم في شرقنا لأكثر‬          ‫بينهم؛ ولإزالتها يحتاجون‬      ‫مراحلها الجنينية‪ ،‬والكثير‬
                                  ‫إلى التجرد من العاطفة‪،‬‬     ‫لئلا تتخلص من أخطائها‪،‬‬
         ‫من مائتي سنة‪.‬‬        ‫واستخدام اللغة السياسية‪،‬‬         ‫رغم كل ما أقدمت عليه‬
   ‫رغم هذه المآثر الوطنية‬        ‫بها يمكن تضييق شرخ‬         ‫لتحرير ذاتها من هيمنتهم‪.‬‬
                                  ‫الخلافات بين أطرافها‪،‬‬       ‫ولا شك يتم هذا التهجم‬
       ‫والإنسانية‪ ،‬فهناك‬      ‫والتوافق على نقاط التقاطع‪،‬‬   ‫عليهم‪ ،‬على خلفية انتباههم‪،‬‬
     ‫مظالم‪ ،‬واعتداءات لا‬           ‫ومن ثم تقوية العامل‬
    ‫تزال مستمرة‪ ،‬يتطلب‬                                          ‫لما بدأ يبديه العالم من‬
   ‫من شعوب المنطقة قبل‬                                       ‫أهمية لهذا الشعب‪ ،‬وكيف‬
 ‫الحراك الكردي‪ ،‬الوقوف‬                                       ‫تتصاعد مكانته‪ ،‬متناسين‬
  ‫في وجهها‪ ،‬أو على الأقل‬                                      ‫ما قدمه ويقدمه المثقفون‬
 ‫محاولة إقناع الآخر عدم‬
                                                              ‫الكرد وباحثوهم‪ ،‬لثقافة‬
                ‫تكرارها‪:‬‬                                       ‫الشعوب المجاورة‪ ،‬وفي‬
   ‫خارج ًّيا‪ ،‬عدم السماح‬                                       ‫جميع المجالات الثقافية‬
‫للأنظمة العنصرية المحتلة‬
   ‫لكردستان‪ ،‬التمادي في‬                                             ‫والأدبية والفكرية‬
   ‫اعتداءاتها التي تبررها‬                                   ‫والسياسية وغيرها‪ ،‬بعي ًدا‬
‫تحت حجج واهية‪ ،‬وتعرية‬                                      ‫عن لغة السياسة والمصالح‪،‬‬

     ‫مخططاتها المرسومة‬                                           ‫تتجاوز كل محاولات‬
     ‫للقضاء على قضيتنا‪،‬‬                                    ‫التغطية عليهم وعلى دورهم‪،‬‬
 ‫وإقناع الشعوب المجاورة‬
     ‫بحق الشعب الكردي‬                                           ‫فالأسماء الكردية وفي‬
                                                              ‫كل المجالات ساطعة بين‬
   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223