Page 219 - merit
P. 219

‫‪217‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫المرأة الكردية بين الماضي والحاضر‬                       ‫في الحرية والاستقلال‬
                                                         ‫وحسبما تتطلب الظروف‪.‬‬
     ‫نساء كرديات حاربن ضد داعش‬                          ‫داخل ًّيا‪ ،‬التحرر من إملاءات‬

  ‫خلقت مع تكوين الكرد‬      ‫كردستان‪ -‬شمال العراق‪،‬‬              ‫المتربصين بقضيتهم‬
  ‫الأول‪ ،‬فحتى أن أديانه‬    ‫لم يهاجم البيشمركة يو ًما‬       ‫القومية‪ ،‬وعدم الانجرار‬
‫الأولى جميعها تشدد على‬
 ‫منطق الرحمة والسلام‪،‬‬         ‫منطقة سكنية في داخل‬            ‫وراء إغراءات الأنظمة‬
                           ‫العراق‪ ،‬ولم يقتلوا أسي ًرا‪،‬‬      ‫الاستبدادية‪ ،‬التي تضر‬
     ‫والمحبة ونبذ العنف‬     ‫ولم يدمروا منشأة مدنية‬          ‫بشعوبها بقدر ما تضر‬
‫والحروب‪ ،‬ففي قيمه التي‬
                                 ‫أو خدمية‪ ،‬ولم يأمر‬              ‫بالشعب الكردي‪.‬‬
   ‫لا تزال مترسخة في لا‬       ‫البرزاني‪ ،‬قواته‪ ،‬القيام‬       ‫ندرك أن أهمية الشعب‬
 ‫وعيه‪ ،‬فصل واضح بين‬       ‫بعملية انتحارية داخل المدن‬
  ‫السلام والقتل‪ .‬الجدلية‬  ‫أو حتى ضمن دوائر الدولة‬              ‫الكردي ومكانته في‬
 ‫هذه‪ ،‬عفوية لدى المجتمع‬                                      ‫المنطقة‪ ،‬تتأثر مثل كل‬
                                            ‫المدنية‪.‬‬        ‫الشعوب بالحروب‪ ،‬إن‬
   ‫بشكل عام‪ ،‬وواضحة‬       ‫فقيم السلام‪ ،‬وبلوغ الغاية‬        ‫كان سلبًا أو إيجا ًبا‪ ،‬من‬
 ‫مثل الجدار الفاصل بين‬     ‫عن طريق التحاور‪ ،‬ظاهرة‬          ‫حيث المعاناة أو الاهتمام‬
                                                         ‫به كقوة ديمغرافية رئيسة‬
                                                         ‫في المنطقة‪ .‬فكما نعلم ناد ًرا‬
                                                             ‫ما خمدت الحروب في‬
                                                         ‫شرقنا‪ ،‬والتي تعد من بين‬
                                                           ‫أكثر المناطق الساخنة في‬
                                                        ‫العالم‪ ،‬وكردستان في أغلب‬
                                                         ‫الحالات كانت في وسطها‪.‬‬
                                                         ‫ولكن الشعب الكردي مثل‬
                                                           ‫بقية الشعوب ليست هي‬
                                                         ‫التي تفرضها على بعضها‪،‬‬
                                                        ‫بل الأنظمة والطغاة تخلقها‬
                                                          ‫من أجل مصالحها الذاتية‬
                                                             ‫قبل الوطنية‪ ،‬والشعب‬

                                                               ‫الكردي أكثر الناس‬
                                                            ‫بع ًدا عنها‪ ،‬فدخولهم أو‬

                                                               ‫مشاركتهم في بعض‬
                                                           ‫الحروب‪ُ ،‬فرضت عليهم‬
                                                        ‫مثلما ُفرضت على الآخرين‪،‬‬
                                                            ‫فهم من بين المجتمعات‬
                                                            ‫الطامحة إلى العيش مع‬
                                                        ‫الآخرين بسلام‪ ،‬وقد أثبتت‬
                                                            ‫تجارب التاريخ ما نحن‬
                                                           ‫بصدده‪ .‬فطوال الثورات‬

                                                              ‫التي جرت في جنوب‬
   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224