Page 214 - merit
P. 214
العـدد 44 212
أغسطس ٢٠٢2 واجبات المنزل ،أو استخدام
الزوج لأسلوب العنف في
الأمراض النفسية ،وهذا لا بأخوتهم الصغار ،وهذا بيته ،أو البخل ،أو سهولة
يقتصر على الأبناء فقط بل بالطبع يعني إجبارهم نطق كلمة الطلاق عند
يمتد ليشمل الآباء الذين قد الأزواج في جميع الأمور،
يتعرضون لأمراض نفسية على تحمل مسؤولية منذ وقد زاد في وقتنا الحاضر
حادة وجدية ،وهذا يرجع الصغر ،وهو ما لا يتناسب
إلى تغير نمط الحياة وتغير طلب الزوجة الطلاق مقابل
مع طبيعتهم ولا طبيعة إبراء ذمته ليتم الطلاق
البناء الأسري الذي لا الحياة التي يحتاجونها، بسهولة أكبر.
يعود على الإنسان بالخير وهو ما يؤدي بهم -في
بعض الأحيان -إلى التخلي آثار الطلاق على
بل العكس .والأمراض عن المدرسة من أجل القيام المجتمع
النفسية لا تقتصر على بمسؤولية أخرى أجبرتهم
المتروك بل أي ًضا تشمل الظروف أن يكونوا الطرف تعتبر الأسرة نواة كل
التارك ،وذلك لصعوبة المجتمعات ،فبها تنهض أو
الطلاق ووقعه على النفس. المُ َض َّحى به.
فقد ُصنِّ َف الطلاق بأنه تزايد معدل الجريمة: تنتكس ،وذلك يرجع إلى
ثاني أكثر الأشياء الصعبة، توجد علاقة طردية بين أهمية الأسرة في المجتمع،
والباعث للتوتر ،يمكن أن معدلات الجرائم ومعدلات ومن شأن حدوث الطلاق
يمر به الإنسان. الطلاق ،فقد ُيظهر المبكر التأثير على حياة
الحرب التي عشناها وما الأشخاص الذين نشأوا ومستقبل الأطفال .إن إنهاء
زلنا تائهين في دوامتها لم في عائلة منفصلة ميلهم
تخلف أث ًرا سلبيًّا على الفتاة أكثر نحو ارتكاب الجريمة، الزواج بين عائلة كردية
أو الشاب العانس فقط ،بل هذا يعود بالطبع لغياب عاشت وأنجبت أطفا ًل
دمرت أس ًرا كانت سعيدة الوعي وغياب الاهتمام
في وطنها ،وحاولت الهرب الذي يحتاجه الشخص في وبسبب الحرب نزحت إلى
من شبح الحرب والموت طفولته ،وبالطبع لا ننسى دول أوروبية؛ قد يأخذ
الصعوبات التي واجهها
بالنزوح لدول تختلف مع أسرته في بلده بسبب وقتًا طوي ًل من أجل تقبل
اختلا ًفا كام ًل عن ثقافتنا الحرب ،وطريقة نزوحه إلى الأطفال أوضاعهم الجديدة،
بلد أوروبي مختلف تما ًما وقد يقود البعض منهم أن
الكردية ،وعن الأعراف عن مجتمعه المحافظ ،وغياب
والقيم والمبادئ التي عشنا الأب أو الأم الذي يردعه يلوموا أنفسهم على طلاق
جل حياتنا في كنفها ،وظنت عن فعل الأشياء السيئة، والديهم مما ينعكس سلبًا
تلك الأسر أن زواج بناتهم ونقص حنان الأم يقوده إلى على صحتهم النفسية ،وعلى
أن يكون عني ًفا ،وإلى ارتكاب أدائهم في الحياة بشكل عام،
القاصرات والعوانس الجرائم والانحراف عن فأطفال الآباء المنفصلين
أو نزوحهم هو السبيل الفطرة السليمة ،وتعاطي يظهرون أدا ًء أضعف من
الوحيد للوصول بهم إلى
بر الأمان ،ليكتشفوا فيما المخدرات والكحول. أقرانهم في المدرسة ،ولا
بعد أنها كانت الضربة معدلات الأمراض النفسية: يكون أدائهم جي ًدا مما
القاضية لقتل أحلام تلك يؤدي بهم إلى الإحباط.
الأسر ،والضريبة التي يسهم انفصال الأم والأب
دفعوها بسبب حرب لم في ارتفاع معدلات الاكتئاب وقد تظهر عليهم سلوكيات
سلبية بسبب أن بعضهم
تكن لهم بالحسبان والقلق والإحباط وجميع يكون مرغ ًما على الاعتناء