Page 211 - merit

‫‪209‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫فهو أمر ينتج عن اللاشعور‪،‬‬ ‫مشاهد الهروب من سوريا بسبب الحرب‬
‫فهي نتيجة رغبة مكبوتة‬
‫بالزواج كغيرها من بنات‬ ‫نزوح حوالي ‪ 5‬مليون سوري لمختلف دول العالم‬
‫جنسها‪ ،‬والأمر هنا أي ًضا‬
‫والانعزال التام عن المجتمع‬ ‫من الظواهر الأخرى‪ -‬آثار‬
‫يدعو إلى تداركه بسرعة وإلا‬ ‫وعن أهلها وأقربائها‪ ،‬تشعر‬ ‫سلبية على المجتمع الكردي‬
‫ولَّد لديهن رغبة في ممارسة‬ ‫بالحرمان والإحباط وخيبة‬ ‫والفرد‪ ،‬فهي تهدد المجتمع‬
‫السلوك العصبي والعدواني‪.‬‬ ‫الأمل‪ ،‬وقد تدخل أحيا ًنا إلى‬ ‫الكردي وتؤثر في تماسكه‬
‫وبنيته‪ ،‬وقد تظهر خطورته‬
‫انتشرت بالآونة الأخيرة‬ ‫حالات من اليأس والحزن‬
‫الأمراض النفسية بشكل‬ ‫مما يولد لديها الرغبة في‬ ‫على مستويات عدة منها‪:‬‬
‫كبير‪ ،‬وازدادت الضغوط‬ ‫الابتعاد والاختباء‪ ،‬واذا ما‬ ‫أو ًل على الفرد نفسه‪،‬‬
‫على المرأة الكردية‪ ،‬فالحياة‬ ‫تفاقمت الحالة دون معالجة‬
‫قبل الحرب كانت أبسط‬ ‫في الوقت المناسب قد يدفع‬ ‫فهي تؤدي إلى الاكتئاب‬
‫والضغوطات أقل مما هي‬ ‫والانعزال‪ ،‬فعندما تدرك‬
‫الكثيرات إلى الانتحار‪.‬‬ ‫الفتاة أن قطار العمر يمضي‬
‫عليه الآن‪ ،‬فقد كان لها‬ ‫وقد يتولد لدى البعض نوع‬ ‫بها روي ًدا روي ًدا‪ ،‬تنتابها‬
‫متسع من الوقت للراحة‬ ‫حالة من الاكتئاب الشديد‬
‫من أنواع الغيرة والحسد‪،‬‬
‫والاسترخاء وتفريغ‬
‫الشحنات السلبية التي تتراكم‬

‫داخلها‪ ،‬لكن مع اندلاع‬
‫الحرب أصبح حجم العبء‬
‫الذي تتحمله يفوق طاقتها‪،‬‬
‫فأصبحت كل الظروف تؤثر‬
‫على نفسيتها بشكل سلبي‪،‬‬
‫لدرجة أصبحت العيادات‬

‫النفسية ممتلئة بالمرضى‬
‫الذين يختلفون في نسبة‬
‫سوء حالتهم النفسية‪ ،‬فمنها‬
‫البسيط ومنها الشديد الذي‬
‫يحتاج إلى الكثير من العلاج‬
‫من الأمراض التي يمكن أن‬
‫تندرج تحت مسمى الأمراض‬
‫النفسية‪ :‬الاكتئاب‪ ،‬القلق‪.‬‬
‫فهما مرضان منفصلان‬
‫يختلفان عن بعضهما البعض‪،‬‬
‫ولكن هناك علاقة ما بينهما‪.‬‬
‫الفرق بينهما أن الاكتئاب هو‬
‫عبارة عن الشعور بالحزن‬
‫وفقدان الرغبة في الفرح‬
‫والاستمتاع بالحياة‪ ،‬وهو‬
‫يحدث بسبب عدم وجود‬