Page 207 - merit
P. 207

‫الملف الثقـافي ‪2 0 5‬‬

  ‫بد ًل عن الخاتمة‬            ‫هذا التعريف جامع مانع‪ ،‬ذلك‬        ‫جيوش الأعداء‪ ،‬لم نعرف من‬
                              ‫أن المُتتبع لتعريفات الملحمة في‬    ‫هم هؤلاء الأعداء‪ ،‬ومن أين‬
      ‫نحن أمام بحث يتشبه‬
    ‫بالأبحاث الأنثروبولجية‬       ‫الغرب سيقع على عدد كبير‬       ‫جاؤوا! ولما كان الخاني ينتمي‬
   ‫‪-‬إ ًذا‪ -‬ينقل لنا حياة قوم‬  ‫من التعريفات تصعب الإحاطة‬         ‫إلى خواتيم المرحلة التي تمتع‬
    ‫بأكملها‪ ،‬وكم كنا نتمنى‬                                     ‫بها المسلمون ‪-‬ككل‪ -‬بمعرفة‬
     ‫التعرف على النص قبل‬        ‫بها‪ ،‬ناهيك عن أن التعريفات‬      ‫موسوعية‪ ،‬فلقد انقاد لطبيعة‬
   ‫وقوعه في براثن التحوير‬          ‫الناجزة تما ًما تصعب في‬     ‫عصره‪ ،‬على حساب ما جاء في‬
‫والإبدال والحذف والاصطفاء‬         ‫العلوم الإنسانية والآداب‬     ‫مقدمته‪ ،‬وكتب ملحمته بكردية‬
  ‫أو الإضافة‪ ،‬ذلك أننا نزعم‬
   ‫بأننا كنا سنقف على نص‬      ‫والفنون على العكس من العلوم‬          ‫تتخللها ‪-‬شع ًرا‪ -‬العربية‬
 ‫آخر‪ ،‬أكثر جما ًل‪ ،‬وأقدر على‬     ‫الوضعية‪ -‬فإن تطبيق ذلك‬           ‫والفارسية والتركية‪ ،‬وذلك‬
    ‫تصوير حياة شخوصه!‬           ‫التعريف عليها‪ُ ،‬يس ِقط عليها‬   ‫على غرار الجزيري وغيره من‬
    ‫وبعد‪ ،‬فهذه مقاربة أولية‬     ‫أدوات من خارجها‪ ،‬وعندها‬         ‫الشعراء الكبار الذين سبقوه‬
   ‫لواحدة من أشهر الملاحم‬        ‫نكون كمن يضع المتن على‬         ‫في ذلك الإبان‪ ،‬ولو أنه كتبها‬
     ‫الكردية من موقع إثارة‬         ‫سرير بروكست* ليقدها‬           ‫باللغة الكردية الخالصة‪ ،‬إ ًذا‬
   ‫الأسئلة حولها‪ ،‬وذلك بما‬        ‫بحسبه‪ ،‬ذلك أننا قد نغفل‬        ‫لقدم لتلك اللغة ‪-‬من بعده‪-‬‬
‫يتوخى إثراء النص موضوع‬          ‫عن جوانب خاصة بها‪ ،‬كأن‬
‫المقاربة‪ ،‬ويخدم بالتالي قضية‬                                                   ‫خدمة جلى‪.‬‬
‫الأدب والفكر بآن‪ ،‬ما اقتضى‬    ‫نغفل عن تلك الروح الشاعرية‬        ‫وإذا كانت «مم وزين» تفترق‬
                               ‫الشرقية الآسرة التي ينضح‬
                  ‫التنويه!‬                                       ‫جزئيًّا عن التعريف الغربي‬
                                          ‫بها النص مث ًل‪.‬‬       ‫‪-‬على ألا ُيفهم من السياق أن‬

                                                                           ‫الإحالات‪:‬‬

                                   ‫‪ -1‬الحكاية الخرافية‪ ،‬فريدريش فون ديرلان‪ ،‬سلسلة الألف كتاب‪ ،‬القاهرة ‪.1965‬‬
                        ‫‪ -2‬البطل الملحمي في روايات عبد الرحمن منيف‪ ،‬أحمد جاسم الحميدي‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الأهالي‪.‬‬
                  ‫‪ -3‬الأسطورة والرواية‪ ،‬ميشيل زيرافا‪ ،‬ترجمة صبحي الحديدي‪ ،‬دار الحوار‪ ،‬اللاذقية ‪ 1985‬ط ‪.1‬‬

                                                 ‫‪ -4‬الرواية والتاريخ‪ ،‬جورج لوكاتش‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬بغداد ‪.1978‬‬
   ‫‪ -5‬الألوان الكبرى في الأدب الغربي‪ ،‬الدكتور بدر الدين القاسم الرفاعي‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬محاضرات للعام الدراسي‬

                                                                                                   ‫‪.1968 -1967‬‬
                           ‫‪ -6‬الفن والمجتمع عبر التاريخ‪ ،‬أرنولد هاوزر‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪.1981‬‬

                                          ‫‪ -7‬ما يصب في رأي لوكاتش حول انتماء الرواية بنسب البنوة إلى الملحمة!‬

                                                                ‫الهوامش والإحالات‪:‬‬

    ‫‪ -8‬أحمد خاني‪ ،‬أمير الشعراء الكرد‪ ،‬متصوف كبير‪ ،‬استقر في دمشق‪ ،‬وأدخل إليها أول مطبعة كردية عام ‪.1600‬‬
 ‫‪ -9‬روجيه ليسكو‪ ،‬باحث فرنسي مهتم بالشؤون الكردية‪ ،‬أسهم مع الأمير جلادت بدرخان في الـ»ألف باء» الكردية‪.‬‬
‫‪ -10‬د‪.‬محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬مدرس في كلية الشريعة في جامعة دمشق‪ ،‬ترجم نص الخاني نث ًرا‪ ،‬دار الفكر في‬

                                                                                             ‫دمشق ط ‪.1982 -5‬‬
                                                     ‫‪ -11‬الجزيري من كبار شعراء الكردية‪ ،‬له ديوان شهير باسمه‪.‬‬

                                                             ‫الشروح والتوضيحات‪:‬‬

                              ‫‪ -‬ميزوبوتاميا‪ :‬تسمية قديمة لبلاد ما بين النهرين وتشمل العراق وأجزاء من سورية‪.‬‬
‫‪ -‬سرير بروكست‪ :‬حكاية إغريقية خيالية عن قاطع طريق كان يمدد المارين به على سرير‪ ،‬فإذا كانوا أقصر من منامته‬
‫مط أطرافهم عنوة‪ ،‬وإذا كانوا أطول منها قطع أجزاء من أطرافهم لتساوي طول السرير‪ ،‬وتطلق على من يتشبث برأيه‪،‬‬

                                                                                    ‫راف ًضا أي رأي يناقض رؤيته‪.‬‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212