Page 204 - merit
P. 204

‫العـدد ‪44‬‬                            ‫‪202‬‬

                              ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬                           ‫كلها ‪-‬في اجتماعها‪ -‬على‬
                                                                  ‫إيقافه‪ ،‬ما يعطي «مم» قوة‬
      ‫لقد تمكن «تاج الدين»‬        ‫بروايات عدة‪ ،‬منها رواية‬         ‫خارقة لا ُتبارى‪ ،‬ولكن هل‬
‫‪-‬الصديق الشخصي لـ»مم»‪،‬‬             ‫الشاعر الكردي الشهير‬           ‫تسمح له أخلاقه أن يقاتل‬
‫وأحد قادة الإمارة‪ -‬أن ُيتوج‬   ‫أحمدي خاني(‪ )8‬وهي أشهرها‪،‬‬           ‫عائلة حبيبته‪ ،‬ليفوز بها؟!‬
                               ‫أو الرواية التي جمعها الأمير‬     ‫يتدخل العزال ‪-‬إ ًذا‪ -‬لتفريق‬
  ‫قصة حبه للأميرة «ستي»‬           ‫جلادت بدرخان وروجيه‬            ‫الحبيبين‪ ،‬فيخبرون شقيقها‬
    ‫‪-‬شقيقة الأميرة «زين»‪-‬‬       ‫ليسكو(‪ ،)9‬أو رواية الدكتور‬
‫بنهاية طبيعية‪ ،‬فتزوجها‪ ،‬لكن‬     ‫نور الدين ظاظا‪ ،‬عل ًما بأنها‬        ‫الأمير بقصتهما‪ ،‬ويأمر‬
    ‫إرادة الأمير «زين الدين»‬     ‫روايات جد متقاربة‪ ،‬وتطل‬          ‫الأخير بسجن «مم»‪ ،‬حتى‬
     ‫‪-‬وهو شقيق الأميرتين‬        ‫من خلالها عناصر أسطرة‪،‬‬         ‫توافيه المنية‪ ،‬من غير أن تنفع‬
 ‫«ستي وزين»‪ -‬وقفت حائ ًل‬          ‫ثم ترجمة الدكتور محمد‬          ‫الوسائل كلها في إنقاذه‪ ،‬ثم‬
   ‫دون زواج الأميرة «زين»‬         ‫سعيد رمضان البوطي(‪)10‬‬           ‫إن الأميرة «زين» إذ تفاجأ‬
   ‫من «مم»‪ ،‬لا لشيء‪ ،‬اللهم‬         ‫لنص الخاني‪ ،‬ناهيك عن‬        ‫بموت حبيبها‪ ،‬تصاب باليأس‬
    ‫إلا لأنه ابن رئيس ديوان‬     ‫ذكرها في مواقع ُمتفرقة من‬         ‫والمرض‪ ،‬على نحو لا تنفع‬
   ‫الأمير‪ ،‬أي لأنه ينتمي إلى‬    ‫شعر الحريري(‪ )11‬ربما لأننا‬
 ‫شريحة أخرى‪ ،‬لا ينبغي لها‬     ‫‪-‬بشيء من التبصر‪ -‬سنضع‬                 ‫معه وصفات الأطباء أو‬
 ‫‪-‬تحت أي ظرف‪ -‬أن تتطلع‬          ‫أيدينا على تلك المفاصل التي‬    ‫النطاسين‪ ،‬ثم تحضرها الوفاة‬
  ‫للاتصال بمن هم أعلى منها‬     ‫يتطابق فيها المتن مع ما تقد َم‬
 ‫في سلم التراتب الاجتماعي‪.‬‬       ‫من تعريف‪ ،‬فهي ‪-‬أي هذه‬          ‫كم ًدا‪ ،‬فتوصي شقيقها خي ًرا‬
    ‫لقد عمد الدكتور البوطي‬        ‫الروايات‪ -‬تقوم أو ًل على‬        ‫بقومه‪ ،‬وتسلم روحها إلى‬
‫‪-‬ونحن نصر على التعامل مع‬      ‫سرد أحداثها شع ًرا‪ -‬نستثني‬
 ‫روايته كنص ُمستقل‪ ،‬ينتمي‬      ‫منها ترجمة الدكتور البوطي‪،‬‬        ‫الباري‪ ،‬هكذا ُيتوفي البطلان‬
‫إلى نص الخاني بالتناص أكثر‬     ‫بما يتساوق وشروط الملحمة‬        ‫بسبب العشق إذا جاز التعبير‪،‬‬
‫مما ينتمي إليه بالترجمة‪ ،‬بعد‬     ‫الرئيسية كشعر قصصي!‬
‫أن عمد إلى حذف فصول من‬                                            ‫ل ُيدفنا في لحد واحد‪ ،‬وعند‬
‫المتن‪ ،‬وإضافة فصول أخرى‪،‬‬               ‫نور الدين ظاظا‬             ‫أقدامهما يرتمي قبر «بكو»‬
    ‫ما أخرج النص من حقل‬                                        ‫العاذل الأشهر الذي نم بقصة‬
  ‫الترجمة‪ -‬إلى ترجمة النص‬
                                                                   ‫عشقهما‪ ،‬وتقول الحكاية‬
           ‫على النحو التالي‪:‬‬                                      ‫‪-‬في خواتيمها‪ -‬إن الربيع‬
      ‫«مم وزين» البوطي‪:‬‬                                          ‫راح ينبت من الزهور ألوا ًنا‬
 ‫في عيد النوروز الذي يوافق‬                                       ‫فوق قبرهما‪ ،‬فيما لا تفارق‬
 ‫الحادي والعشرين من آذار‪،‬‬
 ‫يخرج الأكراد إلى الطبيعة في‬                                         ‫الأشواك قبر عاذلهما!‬
‫احتفال بهيج‪ ،‬يترافق بإشعال‬                                             ‫استنتاجات أولية‪:‬‬
    ‫النيران على قمم الجبال‪،‬‬
    ‫فتتز َّيا الأرض بدثار من‬                                    ‫تأسي ًسا على الملحمة ُملخصة‬
 ‫الخضرة‪ ،‬تتخللها أزهار من‬                                          ‫سنستنتج إلى أي مدى لم‬
‫كل شكل ولون‪ ،‬ثم إن الناس‬                                            ‫ت ُك تلك البيئة تقيم وز ًنا‬
 ‫‪-‬وبخاصة النساء‪ -‬يلبسون‬
 ‫أزهى الألوان‪ ،‬في ذلك العيد‪،‬‬                                     ‫لنوازع أفرادها أو أحلامهم‬
 ‫كان «مم» حاض ًرا‪ ،‬شأنه في‬                                          ‫أو ‪-‬حتى‪ -‬حيواتهم‪ ،‬في‬

                                                               ‫حين كانت تولي الأهمية ‪-‬كل‬
                                                                ‫الأهمية كما أسلفنا‪ -‬لرغبات‬

                                                                   ‫القادة والأمراء‪ ،‬ولعلنا إذ‬
                                                                ‫نستعرضها سنقع على شيء‬

                                                                  ‫مما تقدم‪ ،‬ذلك أننا سنقف‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209