Page 215 - merit
P. 215
213 الملف الثقـافي
يقابلهم عباقرة حكماء والأنظمة الإمبراطوريات
ومفكرون ،لفظهم المجتمع السياسية لم
تكن لها يو ًما مكانة الشعب الكردي في المنطقة
من الواقع والزمان ،تم أعداء ولا أصدقاء د.محمود عباس
نسيانهم لعقود طويلة، دائمين ،ولا
بعضهم أذنبوا رغم ما مصالح ثابتة مع (أمريكا)
قدموه للبشرية من مآثر، طرف دون أخر،
ومنهم من حكموا بأحكام فكما يقال :ليس
تعد وصمات عار في جبين لروما أصدقاء
الإنسانية .المجموعات ولا أعداء دائمين،
بل لها مصالح
الأولى ،قادت الدول دائمة ،ففي عالم
والمجتمعات ،وتعاملت مع السياسة ،قوانين
الواقع واستغلت الوطنية تفرض ذاتها لا علاقة لها
لتحقيق مآربها الشخصية بالقيم والأعراف والأخلاق،
تفضل الذات على كل من
قبل إيصال شعوبها إلى يتم الهيمنة عليهم ،يتم
غاياتها .والثانية مهدت فيه استخدام الخباثة قبل
لمسيرة البشرية بتفا ٍن، العبقرية ،الضعفاء يصفونها
فخسرت ذاتها ومكانتها
في المجتمع .ومن غرابة بالانحطاط الأخلاقي
أوجه التاريخ ،أن الدول وانعدام القيم ،والسياسيون
تحتاج إلى قيادات من
المجموعة الأولى ،عل ًما يدرجونها ضمن المجالات
بأن الإنسانية والحضارة العبقرية في حال نجاحها،
ُتبنى على مفاهيم الثانية. وبالاستراتيجية الفاشلة
الأولى للحاضر ،والثانية
عند الخسارة.
للمستقبل. فكما نعلم من الحاضر
والسؤال :متى سيتعلم
قادة الكرد هذه اللغة؟ لغة والتاريخ ،ليس كل
السياسة ،لغة المصالح ،لغة الناجحين في الحياة أفاضل،
عدمية الصداقات الدائمة
ونزيهين ،وأنقياء ،بينهم
في جغرافية العلاقات سياسيون خبثاء ،تم
الدولية ،والتي بتعلمها
واستخدامها ،بالإمكان تمجيدهم ،وشخصيات
منافقة ،تم تعظيمهم ،يتم
الحصول على مفتاح تقديرهم على أنهم أنقذوا
النجاح داخليًّا وخارجيًّا.
نتحدث عن البعد العملي شعوبهم من الضياع،
لبلوغ الغاية ،إنقاذ الأمة ويدرجون بعضهم كعظماء
أوطانهم ،علما أن الكثيرين
من التبعية القومية منهم يغرقون في الموبقات
والوطنية للقوى المحتلة، والجرائم ،دفعوا بشعوبهم
فما تم تقديمه من أجل
إلى الكوارث والمآسي.