Page 89 - merit
P. 89
87 الإبداع الكردي
شعر
ذل َك الشاع ُر الآتي من منطو ِق الحجر،
ثو ٌر تراب ُّي ال ُبرج،
سلي ُل الجبا ِل المحنَّاة بدماء الحجل واليعاسيب،
سأع ِّوض ُه حرماني ل ُه ،وأحرم َك منِّي،
حتَّى لو نم َت في رحمي ،كحرو ٍب عاجل ٍة ،وسلا ٍم
آجل.
وسقي َت جراحي من بلي ِغ كذ ِب َك ،أ ّيها المو ُت الفصيح.
***
فيما مضى ،استفتيتك كثي ًرا؛ وفي رأسي ،كالبخو ِر المنبعث من ف ِم عاشقي الأخير؛
في انتقاء ملابسي ،تسريحا ِت شعري، صديق َك اللدود.
ماذا ينبغي عليَّ قوله لع َّشاقي المبتدئين ،وما ينبغي
إن شئ َت أو لم تشأ ،سآخذ ُه معي ،هناك ،إلى حيث
أ َّل أقوله للمخضرمين؟ أريد ،ولا تريد.
منحت َك ذلك ال َّشرف الذي لم تستح َّقه ،أ ُّيها المو ُت.
سأعي ُد علي ِه نفسي ِبك ًرا ،فر ًسا ،قا َّر ًة مجهول ًة،
خ ْذ ما لدي َك عندي ،وارحل. وأعق ُد قراني على خيال ِه وقصائد ِه،
أو ن ْم في ظنوني ،كعاهرا ٍت يتل َّوي َن ،ويفتعل َن التأ ُّو َه
ونبني مجهو ًل ،نغرس ُه بال ِّذكريات -الخطايا.
لإرضا ِء فحول ِة ال َّزبائن. ننس ُج غيبًا ،تحرس ُه بحا ُر ال َّشو ِق ،وتحرث ُه لحظا ُت
دعني استر ْح من ضوضاء الهزائم.
العي ِب والخطايا.
دع الهزائ َم تسترح منِّي.
لم يتب َّق من العم ِر أكثر مما مضى.
ك ْن مع نفسك ،كما يلي ُق بانتهاز ٍّي محترف ،يغ ِّرر
بال ّضحايا،
يعتلي جثثهم ،ينكح ،ويصعد إلى مجد ِه.
ذلك ال َّدج ُل الشدي ُد الفحولة ،الزي ُف الغزي ُر
الخصوبة،
أدمنت ُه ،وأدمن َك.
لن تتنازل عن ُه ،ولن يتنازل عن َك.
إذن ،ن ْم صحي َح المذهب ،ولا تتلاعب بموعد مرور َك
بي.
تب َّوأ مقعد َك من ال ُّسقوط في مرار ِة الفقد.
لا أتو َّعد ،بل أن ِّفذ.
أورثتني الكراهي ُة نسغها والتِّرياق.
أورثني الح ُّب ألاعيب ُه ،وهشاشته ،ك َّل نصال ِه
والمعابر.
سأذيق َك مما أذقتني ،أضعا ًفا.
وأحرق َك بما أحرقتني به ،وأذرو َك كما يذرو المجا ُز
غبا َر اللغات والمعاني،
أيُّها المو ُت اللعينُ ،الجميل.