Page 37 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 37

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                   ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

                     ‫ت‪.‬تالمواطنة الاجتماعية‬                                          ‫مجلــــــــــــــــة‬

‫هناك تداخل بين المواطنة الاجتماعية والمواطنة‬                  ‫الاقتصادية‪ ،‬والمجال الثانى يتمثل فى العلاقة‬
‫الاقتصادية بصفة عامة‪ ،‬فالحصول على فرص‬
‫عمل وأجور ومعاشات تقاعدية يبدو اقتصادًّيا‬                     ‫الاقتصادية بين المواطن والدولة والتى يتم تنظيمها‬
‫فى جانب واجتماعًّيا فى جانب آخر من منظور‬
‫تحقيق التضامن الاجتماعى‪ .‬وبصفة عامة تعرف‬                      ‫بموجب قوانين وتشريعات بالإضافة إلى الدور الذى‬
‫المواطنة الاجتماعية بطريقتين‪ ،‬إما من خلال‬
‫معالجة الأوضاع السلبية أو تحقيق أوضاع إيجابية‬                 ‫يلعبه المجتمع المدنى فى الحفاظ على الحقوق‬
‫فى المجتمع‪ ،‬وفى حالة الجوانب السلبية يلاحظ أن‬
‫الحقوق الاجتماعية الحديثة تطورت لمعالجة وتقليل‬                ‫الاقتصادية(‪ .)73‬وتعتمد كثير من الدول الغربية على‬
‫مخاطر المعاناة مثل مشكلات كالفقر واللا مساواة‬
‫والمشكلات المرتبطة بالصحة والاستبعاد الاجتماعى‬                ‫ب ارمج متعددة فى الرفاه تستهدف جميعها تحقيق‬
‫فى المجتمعات الحديثة‪ .‬فيما يتعلق بالنواحى الإيجابية‬
‫تشير المواطنة الاجتماعية إلى جوانب مثل حقوق‬                   ‫العدالة الاجتماعية بين المواطنين وتقليل الفو ارق‬
‫الفرد مدى الحياة فى ضمان الحصول على الدخل‬
‫والحصول على فرصة عمل والحصول على الخدمات‬                      ‫الطبقية والنوعية والعرقية والعمرية والدينية قدر‬
‫الصحية والإقامة‪ .‬مثل هذه الحقوق منصوص عليها‬
‫فى الدساتير ومتضمنة فى مواثيق حقوق الإنسان‬                    ‫المستطاع‪ .‬وتعالج أي ًضا تلك الب ارمج الآثار المترتبة‬
‫العمومية(‪ .)04‬وتعزز الحقوق الاجتماعية مطالب‬                   ‫على أى مخاطر اجتماعية والوقاية منها‪ ،‬ومن بينها‬
‫المواطنين فى المكانة الاجتماعية والبقاء اقتصادًّيا‬
‫وفى نفس الوقت تمثل الحقوق الفردية إلى حد كبير‪.‬‬                ‫المخاطر الناجمة عن التعارض بين الحياة الأسرية‬

‫وعلى ضوء كل ذلك يمكن تقسيم الحقوق الاجتماعية‬                  ‫والعمل‪ .‬وتمثل مبادئ العدالة التوزيعية والإج ارئية‬
                      ‫إلى ثلاثة أنواع(‪ )14‬فيما يلي‪:‬‬
                                                              ‫ركًنا مه ًّما فى تحقيق التو ازن والاستق ارر الاجتماعى‬
‫	 •حقوق التمكين ‪ enabling rights‬وتشمل‬                         ‫والاقتصادى‪ .‬وتقوم العدالة على ضمان أن تكون‬
‫الرعاية الصحية ومعاشات المسنين وإعادة‬
                                                              ‫الموارد والخدمات موزعة بما يمكن كل مواطن من‬
             ‫التأهيل والمشورة العائلية والفردية‪.‬‬
                                                              ‫الوصول إليها وحق كل مواطن فى مناقشتها كشأن‬
‫	 •حقوق الفرصة ‪ opportunity rights‬وتشمل‬
‫أشكالاً عدة من التعليم بد ًءا من المرحلة ما قبل‬               ‫عام؛ ولهذا يعتمد تحقيق العدالة فيما يتعلق بالتوفيق‬
‫الابتدائية وحتى مرحلة التعليم ما بعد الجامعى‪،‬‬
                                                              ‫بين الأسرة والعمل على تحديد العائلات المعرضة‬
                                                          ‫‪37‬‬
                                                              ‫أكثر من غيرها لمخاطر ناجمة عن التعارض بين‬

                                                              ‫العمل والحياة العائلية وتحديد السياسات الفعالة للتقليل‬

                                                              ‫من الآثار المترتبة على هذا التعارض(‪ .)83‬ومن المهم‬

                                                              ‫الأخذ بعين الاعتبار أن دور الدولة فى هذه المنظومة‬

                                                              ‫يقوم على كونها منظم لضمان التوزيع العادل للموارد‬

                                                              ‫والخدمات‪ .‬وبموجب هذا الدور يتم تمويل ب ارمج الرفاه‬

                                                              ‫من خلال منظومة شاملة وُمحكمة لتحصيل الض ارئب‬
                                                              ‫سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة‪ .‬وتقوم العدالة‬

                                                              ‫التوزيعية على مبدأ عدالة تحمل أعباء الرفاه بحسب‬

                                                              ‫مستويات الدخل وعدالة الوصول إلى ب ارمج الرفاه‬

                                                                                     ‫للجميع بلا تمييز(‪.)93‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42