Page 41 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 41

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                   ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫عن طريق التحدث باسم المواطنين المستبعدين من‬                                          ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫حقوقهم والتعبير عن مطالبهم وتمكينهم من نيلها‬
‫والعمل على تفعيل هذا النوع من المواطنة بطرق‬                   ‫التهميش من خلال بناء جسور ديمق ارطية بموجب‬
‫مختلفة‪ ،‬قد تكون الوسائل التى يتم اللجوء إليها فى‬
‫التوسط سياسية دبلوماسية أو تفاوضية أو قائمة على‬               ‫عملية التوسط(‪ .)25‬وقد أضيف فى بعض الد ارسات‬
‫استخدام العنف أو عن طريق آليات تعليمية تربوية‬
‫فى التنشئة السياسية‪ ،‬أو من خلال تعبئة سياسية يقوم‬             ‫تحليلات لجوانب أخرى من التوسط فى تعزيز البناء‬
‫بها نشطاء فاعلون يلعبون دور الوسيط فى التحدث‬
                                                              ‫الديمق ارطى للعلاقة بين المجتمع والدولة‪ .‬تتعلق‬
           ‫باسم المواطنين الذين يطالبون بحقوقهم‪.‬‬
                                                              ‫تلك الجوانب بالسياسات المتعددة لتمثيل المصالح‬
‫هذا يعنى أن المواطنين فى نماذج متعددة من‬
‫الدول يتم تمثيُلهم أمام دولهم من خلال طرف ثالث‬                ‫الخاصة والعامة‪ ،‬ومؤسسات المحاسبة‪ ،‬ووجود‬
‫يتولى لعب دور الوسيط نيابة عنهم‪ .‬وتتضمن هذه‬
‫الأط ارف الوسيطة‪ :‬الأح ازب السياسية و المنظمات‬                ‫مجالس للسياسات‪ ،‬واستقلالية وتعددية مؤسسات‬
‫غير الحكومية والروابط المجتمعية والحركات‬
‫الاجتماعية والفاعلين العسكريين غير الرسميين‬                                          ‫المجال العام(‪.)35‬‬
‫والشبكات الاجتماعية والسياسية والأف ارد‪ .‬قد تفرض‬
‫بعض الأط ارف الوسيطة قوتها وفاعليتها على مجال‬                 ‫وقد اكتسب مفهوم المواطنة الوسيطة معنى أوسع‬
‫العلاقة بين المواطنين والدولة‪ ،‬غير أن الدولة – فى‬
‫المقابل – قد تلجأ إلى أط ارف وسيطة فى العلاقة‬                 ‫من خلال كتاب صدر بعنوان المواطنة الوسيطة عام‬
‫مع المجتمع‪ .‬وتسعى الأط ارف الوسيطة دائ ًما‬                    ‫‪2014‬م حرره كل من فون ليريز ‪Von Lieres‬‬
‫إلى تأكيد قوتها وحضورها عبر تمثيل المواطنين‬
‫أمام الدولة‪ .‬ينطبق ذلك على الاتحادات التجارية‬                 ‫ولورنس بيبر ‪Laurence Piper‬؛ حيث استخدما‬
‫وجماعات المصالح وجماعات الضغط‪ .‬وهؤلاء لهم‬
‫وجود رسمى معترف به قانوًنا أمام السلطة السياسية‬               ‫التوسط بمعناه الواسع ليضم كل صور الفاعلين الذين‬
‫فى تمثيلهم للفئات التى يعبرون عنها‪ .‬وإلى جانب‬                 ‫يشغلون طرًفا ثالثًا فى العلاقة بين المواطن والدولة؛‬
‫ذلك هناك صور من الوساطة بين الدولة والمواطنين‬                 ‫حيث يتحدث هؤلاء الفاعلون عن المواطنين وأحياًنا‬
‫تتمثل فى فاعلين يتحدثون عن المواطنين دون أن‬                   ‫يتحدثون بوصفهم هم المواطنين المعنيين بالمطالب‬
‫يكون لديهم تفويض أو إذن رسمى أو صريح(‪ )55‬لا‬                   ‫والحقوق سواء وضعو إطاًار لتمثيل هؤلاء المواطنين‬
‫من الدولة ولا من المواطنين أنفسهم‪ .‬من أمثلة هؤلاء‬             ‫بصورة صريحة أم لا‪ .‬وبذلك يتم التركيز على التوسط‬
‫المليشيات المسلحة التى تطالب بالأمن مقابل القيام‬
                                                              ‫كممارسة للتحدث عن المواطنين ضمن مجموعة من‬
                                                          ‫‪41‬‬
                                                              ‫السياسات الوسائطية‪ .‬وعلى ضوء ذلك يمكن تعريف‬

                                                              ‫المواطنة الوسيطة بأنها ممارسات تتم من خلال‬

                                                              ‫وساطة تتخذ أشكالاً للتمثيل غير رسمية تتم من خلال‬
                                                              ‫مجموعة من الوسطاء يتحدثون للدولة عن جماعات‬
                                                              ‫من المواطنين‪ ،‬ويعبرون فى المقابل عن لسان حال‬

                                                              ‫الدولة لدى المواطنين‪ .‬ويوجد هذا النظام التمثيلى‬

                                                              ‫جنًبا إلى جنب مع الممارسات التمثيلية المعترف بها‬
                                                                                  ‫رسمًّيا فى كثير من الدول(‪.)45‬‬

                                                              ‫وقد تولت مؤسسات ومنظمات وحركات اجتماعية‬
                                                              ‫ونشطاء أف ارد أدواًار مهمة فى هذا النوع من المواطنة‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46