Page 39 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 39

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬            ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫المجتمعات‪ .‬وهناك أبعاد تؤثر على طبيعة العلاقة‬                                 ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫بين المواطنين والدولة فيما يتعلق بالطريقة التى‬
‫يحصلون بمقتضاها على حقوقهم‪ .‬وقد حدد تيرنر‬              ‫عادلة فى توجهاتها وفى رسالتها الثقافية وأن تعمل‬

                         ‫تلك الأبعاد فى ثنائيتين‪:‬‬      ‫على إتاحة فرص عادلة لكافة الفئات الاجتماعية‬

‫	 •الأولى‪ ،‬تتعلق بالمجال العام مقابل المجال‬            ‫للمشاركة فى المعرفة والاستمتاع بالثقافة والفنون‬
  ‫الخاص فى تفعيل حقوق المواطنة وواجباتها‪.‬‬
                                                       ‫المختلفة‪ ،‬وأن يتولى القائمون على تلك المؤسسات‬
‫	 •الثانية‪ ،‬تتعلق باتجاهات الحصول على الحقوق‪:‬‬
‫الاتجاه من أعلى ‪ above‬حيث تفرض الدولة‬                  ‫تفعي َل مبادئ العدالة الاجتماعية فى الشأن الثقافى‬
‫شكل الحقوق التى تمنح لمواطنيها وتفرض‬                   ‫العام‪ .‬ويقتضى ذلك أن تكون المؤسسات الثقافية‬
‫عليهم الواجبات بطريقة فوقية‪ ،‬مقابل الاتجاه من‬
‫أسفل ‪ ،below‬حين يطالب المواطنون أنفسهم‬                 ‫فى بنائها التنظيمى والإدارى مرآة للمجتمع معبرة‬
‫بحقوقهم وينتزعونها بموجب اعت ارف الدولة بها‪.‬‬
                                                       ‫عن كافة الفئات الاجتماعية وألا تكون حكًار على‬
‫وعلى ضوء تلك الأبعاد صمم تيرنر مصفوفة للمواطنة‬         ‫فئات بعينها‪ .‬ويتطلب ذلك أي ًضا توفر القدرة الإدارية‬
‫مكونة من بعدين أساسيين‪ :‬الأول‪ :‬أفقى يشمل ثنائية‬        ‫على التحقق من وجود التباين أو التنوع وتوجيه‬
‫المجال الخاص مقابل المجال العام‪ ،‬والثانى‪ :‬أرسى‬
‫يتضمن الاتجاه الفوقى مقابل الاتجاه من أسفل‪.‬‬            ‫الاهتمام بعناية إلى أنساق القوة والامتياز التى تنتج‬
‫وبموجب المصفوفة طور تيرنر أربعة أنماط للمواطنة‬
‫كل منها يرتبط بسياق سياسى غربى محدد – بحسب‬             ‫عدم المساوة الاجتماعية لتجنب أض اررها فى انتهاك‬

                ‫المصوفة (‪ )1‬على النحو التالى ‪:‬‬         ‫الحقوق الثقافية(‪ ،)84‬بالإضافة إلى وجود قدر من‬

‫	 •المواطنة الثو يرةة�‪Revolutionary citizen‬‬            ‫الكفاءة الثقافية ‪ )94(cultural competence‬لدى‬
‫‪ ship‬تركز على جمع المطالب من المواطنين‬
‫مع التأكيد على المجال العام‪ ،‬و النموذج الدال‬           ‫العاملين فى الشأن الثقافى ونظم الإدارة الثقافية وكافة‬

       ‫عليها حالة فرنسا خلال الثورة الفرنسية‪.‬‬          ‫المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات العامة للناس لكى‬

‫	 •المواطنة الليب ارلية التعدديةة�‪Liberal plural‬‬       ‫تصبح قادرة على العمل فى ظل التنوع الثقافى بكفاءة‬
‫‪ ism citizenship‬تعتمد على تكوين جماعات‬
‫مصالح بموجبها يتم الاهتمام بالحرية والتعددية‬                                  ‫وبصورة عادلة‪.‬‬
‫بحيث يساهم ذلك فى منح المواطنة من أسفل‬
‫عبر وجود حركات تطالب بالحقوق‪ .‬النموذج‬                  ‫‪1-1-2‬كيفية الحصول على الحقوق‬

                                                       ‫تتباين صور المواطنة فيما يتعلق بكيفية الحصول‬
                                                       ‫عليها بحسب اختلاف السياقات الاجتماعية‬
                                                       ‫والسياسية‪ .‬وعلى ضوء ذلك لا توجد وصفة واحدة‬
                                                       ‫أو سياسة واحدة بشأن المواطنة يمكن اللجوء إليها‬
                                                       ‫وتطبيقها فى كل المجتمعات‪ ،‬وفى هذا الصدد‬
                                                       ‫طرح ب ارين تيرنر‪ Brian Turner‬محاولة لتنميط‬
                                                       ‫المواطنة(‪ )05‬من خلال الت ارث الغربى وتجارب الدول‬
                                                       ‫الغربية‪ .‬وفى أرى تيرنر تتنوع صور المواطنة بتنوع‬
                                                       ‫صور الحصول عليها فى مختلف السياقات السياسية‬
                                                       ‫والاجتماعية وعبر م ارحل التحولات السياسية فى‬

                                                   ‫‪39‬‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44