Page 44 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 44
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
خصائص دونية بحسب العرق أو النوع أو الفاقدين مجلــــــــــــــــة
للملكية أو التعليم والمجرمين ،والعاطلين ،والمشردين،
والمصابين بأم ارض عقلية؛ ولذا نلاحظ فى أغلب حقوقهم بمقتضى تلك الوصمة ،والفئات الضعيفة
المجتمعات الديمق ارطية لم تحصل الم أرة على حق
الانتخاب إلا بعد حصول الرجل على هذا الحق بزمن كالمرضى والمعتلين جسدًّيا والمعاقين جسدًّيا وذهنًّيا
طويل( .)46وما ازلت مظاهر الاستبعاد الداخلى قائمة
حتى الآن فى كثير من دول العالم بما فى ذلك أكثر ونفسًّيا ،وفئات من البشر محتملين مثل الأجنة
المجتمعات ليب ارلية وديمق ارطية ،يتمثل ذلك فى كافة
صور الفجوات العمرية والنوعية والجغ ارفية والطبقية والمصابين بحوادث ويعانون من الغيبوبة والمسنين،
وبحسب الخصائص الجسمانية للسكان .حيث تفرز
تلك الفجوات مستبعدين من الشباب والنساء وسكان والكيانات شبه البشرية مثل الشركات الممثلة
المناطق الريفية والحدودية ،والفق ارء والمعاقين ،و
الفئات المعرضة للوصمة الاجتماعية من المرضى لجماعات من الناس ،والقوميات الممثلة لجماعات
والمثليين وغيرهم .أما الاستبعاد الخارجى فإنه يصيب
المهاجرين واللاجئين والجماعات العرقية التى تختلف عرقية ودينية .فهناك حقوق للبشر فى تلك الكيانات
ثقافًّيا عن الثقافة السائدة فى المجتمع ومن ثم لا يتم
الاعت ارف بحقوقهم ويحرمون من الم ازيا التى يتمتع غير أنهم لا يحصلون عليها(.)26
بها المواطنون. ومن الواضح أن الفروق بين كل جماعة وأخرى فى
مدى قدرتها على التفاعل كمواطنين ودرجة تمتعها
وفى هذا الصدد يشير تيرنر إلى أن الهوية أصبحت بحقوق المواطنة هى فروق فى الدرجة على متصل
تمثل بعًدا مه ًّما فى المواطنة التى تمكن أولئك للمواطنة يبدأ من أقصى درجات الإدماج ويمتد
الأشخاص المستبعدين من أن يطرقوا با َب المواطنة وصولاً إلى أقصى درجات الاستبعاد .وبما أن كثير
لتنظيم أنفسهم داخل حركات اجتماعية وجماعات من الد ارسات السابقة يركز بصورة تقليدية على الوجه
ضغط حتى يتمكنو من المشاركة كمواطنين لهم الحسن للمواطنة وهو الجانب الإدماجى ،فإن أغلب
حقوق قانونية وسياسية واجتماعية .ويشدد تيرنر على الاتجاهات النقدية تركز كل انتقاداتها وتفنيدها على
أن حقوق المواطنة هى نتاج للحركات الاجتماعية الوجه الآخر القبيح للمواطنة وهو الجانب الاستبعادى
سواء تلك التى تهدف إلى توسيع حقوق المواطنة الذى يخلق بشر غير مواطنين أو يتمتعون بمواطنة
أو الحركات المدافعة عن توسيع نطاق عضوية
المواطنين( )56فى المجتمع السياسى لتضم الفئات جزئية.
المستبعدة .وقد لاحظ تيرنر أن عواقب الحركات
الاجتماعية على المدى الطويل تؤدى إلى دفع النقطة الجوهرية فى الحديث عن الجانب الاستبعادى
تتعلق بجانب مهم من المواطنة وهو العضوية أو
44 الانتماء والذى يحدد من هو المواطن ،وعلى ضوء
ذلك يتضح من هم المستبعدون .وتشير تجارب
المواطنة على مر التاريخ وحتى الوقت الحاضر
إلى وجود نوعين من الاستبعاد :داخلى وخارجى(.)36
يقصد بالاستبعاد الداخلى صور التهميش داخل
حدود الانتماء والسيطرة للمجتمع السياسى سواء كان
مجتم ًعا تقليدًّيا أو متمثلاً فى الدولة الوطنية .وفى
المقابل يشمل الاستبعاد الداخلى أولئك الذين لديهم