Page 54 - التنوير 6-8 2
P. 54
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
وظائف الأعضاء( ».العقاد ،هذه الشجرة ،ص.)56 مجلــــــــــــــــة
تستند الآ ارء التي يطرحها «العقاد» إلى نظرة في المطلق ،وإنما يتحدث عن تجربة شخصية ،عن
متدنية إلى الم أرة ،فالم أرة في أري ذلك «المفكر ام أرة أحبها بصفاتها الخاصة التي تتميز بها بين
الإسلامي الكبير» ما هى إلا «حيوان» مثير لغ ارئز سائر النساء ،وإنه أوغل في عشقها وانغمس فيه،
الرجل (هذا أعظم ما تمتلكه الم أرة فى نظره من مواهب حتى أحبها بوصفها الم أرة على الإطلاق ،الم أرة على
وملكات) مثلها مثل أنثى أى قط أو كلب .إذا نزلت الحقيقة ،أو الم أرة التي تتمثل فيها الأنوثة بحذافيرها،
أنثى الكلب الشارع التف حولها عدد كبير من ذكور وتتجسد فيها صفات حواء وجميع بناتها .ولكن من
الكلاب يرغب كل واحد منهم فى مضاجعتها ،ويفوز المرجح أن من أحبها قد خذلته وتخلت عنه وفعلت
بها الكلب الأقوى والأشرس .منظر مألوف نشاهده به الأفاعيل ،فأ ارد الانتقام منها ،فوصف الم أرة في
فى شوارعنا وحا ارتنا -لكن الم أرة ليست حيواًنا يا العموم بتلك الصفات الذميمة التي تحلت بها صديقته
عباس!! ..الم أرة ليست حيواًنا يا سادة!! الم أرة ليست أو حبيبته أو معشوقته التي تلاعبت به وبمشاعره،
كتلة من الجنس مثيرة لشهوة الرجل ،وبالتالى فإن واستهانت بحبه لها فجعلته يكرهها ويكره كل بنات
مرضى العقول -ومنهم «العقاد» بطبيعة الحال -
أولئك الذين لا يرون فى الم أرة سوى أنها كتلة من حواء.
الجنس مثيرة لشهوة الرجل ،ينادون ليل نهار بضرورة
إخفاء كل معالم جسد الم أرة وتحويلها إلى شبح أو يؤمن «العقاد» إيماًنا جازًما أن الم أرة «حيوان»،
مجرد مسخ .إن تصور الم أرة على هذا النحو لا فهو يساوي بين أنثى الإنسان وأنثى الحيوان .ويصرح
ينطوى على إهانة لها وحدها ،بل يحمل هذا التصور بأن الأساس الذي تستند إليه أخلاق الم أرة هو تحقيق
إهانة للرجل واحتقاًار له بوصفه حيواًنا يثار لمجرد رغبتها الفطرية في الفوز بالرجل والاستحواز عليه،
رؤية الم أرة ،دون اردع من عقل أو قيم أو مبادئ وهو ما يطلق عليه «العقاد»« :الاحتجاز الجنسي»،
وهى غريزة تتساوى فيها الم أرة مع أنثى الحيوان.
تلجم شهوته!! فالم أرة هى «الجائزة» أو المكافأة التي يحصل عليها
الفائز من الرجال بعد ص ارعه مع أق ارنه الآخرين،
يؤكد «العقاد» تفوق الرجل على الم أرة حتى في هناك ص ارع ومتصارعون ،وهو ص ارع بين الذكور،
المجالات التي ُيظن أنها قاصرة على النساء كالغناء الم أرة تنتظر الفائز ،تنتظر «من يستحقها فتلبيه،
والرثاء والطهي والخياطة والنسيج والتزين والتجميل، يتساوى عندها الإك اره والاختيار»( .العقاد ،هذه
ويرفض العقاد أن يكون تفوق الرجل مرجعه إلى قلة الشجرة ،ص .)56ولا يتحرج «العقاد» من الاستط ارد
م ازولة الم أرة للأعمال العامة ،فالرجل يتفوق حتى قائلاً« :فهى تصنع ما تصنعه إناث الدجاج وهى
في الأعمال التي ت ازولها الم أرة منذ فجر التاريخ، تنتظر ختام المعركة بين الديكة ،أو تنتظر مشيئتها
والتي أشرنا إليها تًّوا( .العقاد ،هذه الشجرة ،ص.)31 بغير ص ارع .وكذلك تصنع الهرة وهى تتعرض للهر
ويؤكد «العقاد» تفوق الرجل على الم أرة ذاكًار مثالاً وتعدو أمامه ليلحق بها ،وتصنع العصفورة وهى تفر
عن حياة الرهبان ،فيقول« :عاش بعض ال ارهبات من فرع إلى فرع ليدركها العصفور السريع ،وتصنع
كمعيشة الرجال الرهبان في القرون الوسطى بين الكلبة والفرس والأَتا ُن (أنثى الحمار) وهى مضطرة
إلى الاحتجاز لأنه الحكم القاهر الذي فرضته عليها
54