Page 56 - التنوير 6-8 2
P. 56
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
– من استخدام عبارة مبتذلة يصف بها النساء في مجلــــــــــــــــة
حكم عام ومطلق ،فيقول« :يتمنعن وهن ال ارغبات»
(العقاد ،هذه الشجرة ،ص .)5كما يقول تحت عنوان فقال الرب للحية :لأنك فعلت هذا ،ملعونة أنت
«غواية الم أرة» (إن الولع بالإغ ارء والإغواء أخو الولع من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية ،على
بالمخالفة والعصيان )...أو هما خصلتان من خصال بطنك تسعين وت اربا تأكلين كل أيام حياتك .وأضع
الأنوثة الخالدة ...فإ اردة الم أرة تتحقق بأمرين :النجاح عداوة بينك وبين الم أرة ،وبين نسل ِك ونسلها :هو
في أن تُ ارد ،والقدرة على الانتظار؛ ولهذا كانت إ اردة
الم أرة سلبية في الشئون الجنسية على الأقل ،إن لم يسحق أرس ِك ،وأنت تسحقين عقبه».
نقل في جميع الشئون( .العقاد ،هذه الشجرة ،ص.)9
الم أرة «حيوان» هكذا يتصورها «العقاد» فيقول: وكما هو واضح فإن العهد القديم ألقى بتبعة مخالفة
«الذكور من جميع الحيوان قد أُعطيت القدرة – الأمر الإلهي على عاتق الم أرة وحدها؛ ولأن «العقاد»
بتركيبها الجسدي – على إك اره الإناث لاستجابة كارًها للم أرة ومعادًيا لها اعتمد على هذا النص وأهمل
مطالب النوع طائعات أو مقسو ارت .إن غاية الم أرة النص القرآني الذي جعل المسئولية مشتركة بين آدم
هى أن تهيج رغبة الذكر وأن تجعله يريدها ،وهذا
هو الفارق الملحوظ – كما يقول العقاد – في أعماق وحواء في مخالفتهما للأمر الإلهي.
التركيب الجسدي لكلا الجنسين ،منذ نشأ الفارق بين
ذكر وأنثى في عاَلم الحيوان»( .العقاد ،هذه الشجرة، يشرع «العقاد» في هذا الكتاب في سرد صفات الم أرة،
وهى في مجملها – كما عرضها – صفات ذميمة،
ص.)10 فيقول« :الولع بالممنوعات خلاصة طبائع الم أرة»
يذهب «العقاد» إلى أنه من مصلحة النوع أن تتوافر والتي ترجع إلى أسباب كثيرة ،ولا تنحصر في سبب
في الذكور الإ اردة والقوة ،وأن تتكفل الإناث بالإغواء واحد( .العقاد ،هذه الشجرة ،ص ،)4ويؤكد المؤلف
والتلبية ،إذ إن فوارق البنية جعلت السرور في كل أن الم أرة تولع بالممنوع لأنها تتدلل ،ولأنها تسيء
من الجنسين مستنًدا إلى الأساس العميق في الطباع، الظن ،ولأنها تعاند ،ولأنها تجهل وتستطلع ،ولأنها
فيرى «العقاد» أنه لا سرور للرجل في إك ارهه على ضعيفة الإ اردة لا تطيق الصبر على محنة الغواية
مطلب النوع ،أما الم أرة فقد يكون استسلامها لغلبة والامتناع .وكل هذه الصفات الذميمة تستند في أريه
الرجل عليها باعثًا من أكبر بواعث سرورها ،ولعله إلى خصلة أخرى؛ هى خصلة الضعف الأصيل.
أن يكون هذا الاستسلام مطلوًبا لذاته كأنه غرض فالم أرة تتدلل لأن قيمتها موقوفة على غيرها أو معلقة
مقصود ،ويمعن المؤلف في تجسيد ضعف الأنثى بنظرة غيرها إليها .فهى تحب أن تعرف قيمتها ،ولا
واستسلامها لإغواء الذكر فيقول« :من البداهات تعرف قيمتها إلا بمقدار تعلق الرجل بها وصبره عليها
الفطرية أن تتظاهر الم أرة بالألم والانكسار في واحتماله لما تتحلى به من دلال محبب .ولو لم تكن
استجابتها للنوع؛ لأنها تفطن ببداهتها الأنثوية إلى هذا قيمة الم أرة معلقة بمشيئة غيرها لما كانت بحاجة إلى
الدلال ولا إلى توابع الدلال من مكابرة وولع بالممنوع.
(العقاد ،هذه الشجرة ،ص.)5
ولا يتحرج «العقاد» – ذلك «الكاتب الإسلامي
الكبير» أو الذي يحلو للبعض نعته بهذا الوصف
56