Page 7 - m
P. 7

‫افتتاحية ‪5‬‬

‫ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صب ًرا وتوفنا‬                               ‫ففعلوا هكذا‪.‬‬
         ‫مسلمين” (الأعراف‪.)126 -123 :‬‬           ‫“فلما أخبر ملك مصر أن الشعب قد هرب‪،‬‬

    ‫بالرغم من وجود هذه الآية الكبرى أمام‬             ‫تغير قلب فرعون وعبيده على الشعب‪.‬‬
    ‫الناس‪ ،‬وأن السحرة تحملوا العقاب ولم‬            ‫فقالوا‪“ :‬ماذا فعلنا حتى أطلقنا إسرائيل‬
‫يتراجعوا فيما يبدو أنه قوة إيمان أو تصديق‬         ‫من خدمتنا؟”‪ /‬فشد مركبته وأخذ قومه‬
     ‫مطلق (على الرغم من وجود احتمال أنه‬
  ‫ساحر أقوى منهم أتى بما لم يعهدوه‪ ،‬لكن‬               ‫معه‪ /.‬وأخذ ست مئة مركبة منتخبة‬
‫هذا ليس موضوعنا)‪ ،‬على الرغم من ذلك فإن‬           ‫وسائر مركبات مصر وجنو ًدا مركبية على‬
‫بني إسرائيل لم يكونوا واثقين مما يسوقهم‬
                                                   ‫جميعها‪ /.‬وشدد الرب قلب فرعون ملك‬
       ‫موسى إليه‪ ،‬ففزعوا حين رأوا جيش‬           ‫مصر حتى سعى وراء بني إسرائيل‪ ،‬وبنو‬
    ‫فرعون –من تكملة الإصحاح (‪ )14‬سفر‬
    ‫الخروج‪« :-‬فلما اقترب فرعون رفع بنو‬              ‫إسرائيل خارجون بيد رفيعة‪ /.‬فسعى‬
   ‫إسرائيل عيونهم‪ ،‬وإذا المصريون راحلون‬          ‫المصريون وراءهم وأدركوهم‪ .‬جميع خيل‬
  ‫وراءهم‪ .‬ففزعوا ج ًّدا‪ ،‬وصرخ بنو إسرائيل‬
  ‫إلى الرب‪ /.‬وقالوا لموسى‪“ :‬هل لأنه ليست‬           ‫مركبات فرعون وفرسانه وجيشه‪ ،‬وهم‬
‫قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية؟ ماذا‬          ‫نازلون عند البحر عند فم الحيروث‪ ،‬أمام‬
‫صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر؟‪ /‬أليس‬
     ‫هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر‬                                  ‫بعل صفون”‪.‬‬
     ‫قائلين‪ :‬كف عنا فنخدم المصريين؟ لأنه‬            ‫هذه القصة من المفترض أنها تأتي بعد‬
 ‫خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في‬              ‫(معجزة) الحبل الذي يتحول إلى حية‬
 ‫البرية”‪ /.‬فقال موسى للشعب‪“ :‬لا تخافوا‪.‬‬         ‫تسعى‪ ،‬لأن موسى مرسل من عند الله لكي‬
    ‫قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه‬          ‫يخلص شعب بني إسرائيل من ظلم فرعون‬
  ‫لكم اليوم‪ .‬فإنه كما رأيتم المصريين اليوم‪،‬‬    ‫والمصريين الذين اتخذوهم خد ًما ويخرجهم‬
   ‫لا تعودون ترونهم أي ًضا إلى الأبد‪ /.‬الرب‬         ‫من مصر‪ .‬في قصة الحية رأى السحرة‬
                                                ‫الفرق بين (سحر العيون) الذي يمارسونه‬
              ‫يقاتل عنكم وأنتم تصمتون”‪.‬‬           ‫وبين تحول الحبل إلى حية حقيقية “فلما‬
    ‫وهنا يأتي تدخل الرب لإكمال خطته‪ ،‬أو‬            ‫ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم‬
  ‫خديعته الحربية‪“ :‬فقال الرب لموسى‪“ :‬ما‬            ‫وجاءوا بسحر عظيم” (الأعراف‪،)116 :‬‬
                                                ‫فأدركوا –حسب السرديات الدينية المختلفة‬
      ‫لك تصرخ إل َّي؟ (لاحظ انبساط الحوار‬       ‫التي لا يهمنا استعراضها هنا‪ -‬أن ما فعله‬
   ‫بين موسى والرب!ّ) قل لبني إسرائيل أن‬             ‫موسى (أو موشا) هو معجزة حقيقية‪،‬‬
  ‫يرحلوا‪ /.‬وارفع أنت عصاك ومد يدك على‬
 ‫البحر وشقه‪ ،‬فيدخل بنو إسرائيل في وسط‬                 ‫فآمنوا به أمام الناس جمي ًعا‪“ :‬فوقع‬
    ‫البحر على اليابسة‪ /.‬وها أنا أشدد قلوب‬            ‫الحق وبطل ما كانوا يعملون‪ /‬فغلبوا‬
    ‫المصريين حتى يدخلوا وراءهم‪ ،‬فأتمجد‬           ‫هنالك وانقلبوا صاغرين‪ /‬وألقي السحرة‬
  ‫بفرعون وكل جيشه‪ ،‬بمركباته وفرسانه‪/.‬‬              ‫ساجدين‪ /‬قالوا آمنا برب العالمين‪ /‬رب‬
 ‫فيعرف المصريون أني أنا الرب حين أتمجد‬           ‫موسى وهارون» (الأعراف‪.)122 -117 :‬‬
‫بفرعون ومركباته وفرسانه”‪“ /)..( /.‬ومد‬          ‫فاتهمهم فرعون بأنهم مكروا ليخرجوا بني‬
  ‫موسى يده على البحر‪ ،‬فأجرى الرب البحر‬          ‫إسرائيل «قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن‬
 ‫بريح شرقية شديدة كل الليل‪ ،‬وجعل البحر‬         ‫لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا‬
 ‫يابسة وانشق الماء‪ /.‬فدخل بنو إسرائيل في‬       ‫منها أهلها فسوف تعلمون”‪ ،‬ثم أنزل عليهم‬
                                                ‫عقابه “لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف‬
                                                  ‫ثم لأصلبنكم أجمعين‪ /‬قالوا إنا إلى ربنا‬
                                                  ‫منقلبون‪ /‬وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12