Page 10 - m
P. 10

‫العـدد ‪59‬‬                                    ‫‪8‬‬

                                           ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬

  ‫ماتت‪ ،‬لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا”‪.‬‬         ‫سمكة‪ ،‬فانزعجت لفقدها ولم يخفف من‬
 ‫فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه‪ .‬وإذا امرأة‬     ‫انزعاجها وعد الملك بأن يحضر لها غيرها‪،‬‬

   ‫نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت‬          ‫فما كان من كبير الكهنة إلا أن أمر الماء‬
    ‫من ورائه ومست هدب ثوبه‪ ،‬لأنها قالت‬      ‫فانشق وظهر قاع النهر ليتم التقاط الدلاية‬
 ‫في نفسها‪“ :‬إن مسست ثوبه فقط شفيت”‪.‬‬
    ‫فالتفت يسوع وأبصرها‪ ،‬فقال‪“ :‬ثقي يا‬        ‫التركواز التى سقطت من الفتاة‪ ..‬ويعتبر‬
                                             ‫المؤرخون أن هذه أول قصة مدونة تحكى‬
      ‫ابنة‪ ،‬إيمانك قد شفاك”‪ .‬فشفيت المرأة‬    ‫عن انشقاق الماء (البحر) وهى القصة التى‬
    ‫من تلك الساعة‪ .‬ولما جاء يسوع إلى بيت‬     ‫ظهرت بعد ذلك في التوراة عن شق موسى‬
  ‫الرئيس‪ ،‬ونظر المزمرين والجمع يضجون‪،‬‬
‫قال لهم‪“ :‬تنحوا‪ ،‬فإن الصبية لم تمت لكنها‬                                  ‫البحر”(‪.)3‬‬
   ‫نائمة”‪ .‬فضحكوا عليه‪ .‬فلما أخرج الجمع‬       ‫هذا غير وجود أساطير يونانية وإغريقية‬
 ‫دخل وأمسك بيدها‪ ،‬فقامت الصبية‪ .‬فخرج‬
                                                ‫قديمة تتحدث عن أبطال خارقين كانوا‬
          ‫ذلك الخبر إلى تلك الأرض كلها”‪.‬‬    ‫يتحكمون في أمواج البحر ويشقون المجرى‬
  ‫في هذا النص حالة شفاء من مرض مزمن‬
   ‫“امرأة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة”‪،‬‬        ‫الصخري‪ ،‬مثل أسطورة البطل اليوناني‬
  ‫وحالة إحياء طفلة ميتة‪ ،‬ابنة‬                    ‫هرقليس (‪ )Heracles‬وقيامه برحلته‬
                                                 ‫المعروفة باسم “أعمال هرقليس”‪ .‬وفي‬
    ‫رئيس المجمع “فلما‬
     ‫أخرج الجمع دخل‬                         ‫واحدة من هذه الأعمال‪ُ ،‬يط َلب من هرقليس‬
  ‫وأمسك بيدها‪ ،‬فقامت‬                       ‫شق الصخر لتأمين مرور البحر عبره‪ .‬يقول‬
                                           ‫المؤرخون القدماء إنه استخدم قوته الخارقة‬
              ‫الصبية”‪.‬‬                     ‫لشق البحر بواسطة مروره عبر مضيق جبل‬
‫الحادثة نفسها وردت‬
                                               ‫طاغيتوس في بلاد البحر الأسود‪ ،‬ويقال‬
   ‫في إنجيل مرقس‬                               ‫مضيق جبل طارق‪ .‬وأي ًضا في الأساطير‬
 ‫(مر ‪،)43-5:21‬‬
                                                  ‫اليونانية‪ ،‬يعتبر الإله بوسيدون سيد‬
    ‫لكن بتفصيل‬                                     ‫البحار‪ ،‬وله قدرة على السيطرة على‬
‫كبير «وإذا واحد‬
                                                        ‫المياه والتلاعب بها‪ .‬ويقال إنه‬
     ‫من رؤساء‬                                           ‫استخدم مثل هذه القوة لفصل‬
    ‫المجمع اسمه‬                                          ‫المياه أو إبقائها ملتحمة عندما‬
‫يايرس جاء‪ .‬ولما‬
  ‫رآه خر عند‬                                                     ‫يكون ذلك لصالحه‪.‬‬
‫قدميه‪ ،‬وطلب‬
   ‫إليه كثي ًرا‬                                      ‫إحياء الموتى وشفاء‬
‫قائ ًل‪“ :‬ابنتي‬                                       ‫المرضى في المسيحية‬
    ‫الصغيرة‬
                                                         ‫معجزة شفاء المرضى وإحياء‬
                                                      ‫الموتى مذكورة عن السيد المسيح‬
                                                      ‫في الأناجيل الأربعة‪ ،‬ففي إنجيل‬

                                                                   ‫متى (مت ‪-18 :9‬‬
                                                                   ‫‪ )26‬جاء‪“ :‬وفيما‬
                                                                 ‫هو يكلمهم بهذا‪ ،‬إذا‬
                                                                ‫رئيس قد جاء فسجد‬
                                                              ‫له قائ ًل‪“ :‬إن ابنتي الآن‬

‫خوفو‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15