Page 11 - m
P. 11
افتتاحية 9
وجمع كثير .فلما اقترب إلى باب المدينة ،إذا على آخر نسمة .ليتك تأتي وتضع يدك
ميت محمول ،ابن وحيد لأمه ،وهي أرملة عليها لتشفى فتحيا!” فمضى معه وتبعه
جمع كثير وكانوا يزحمونه .وامرأة بنزف
ومعها جمع كثير من المدينة .فلما رآها الرب دم منذ اثنتي عشرة سنة ،وقد تألمت كثي ًرا
تحنن عليها ،وقال لها“ :لا تبكي” .ثم تقدم من أطباء كثيرين ،وأنفقت كل ما عندها ولم
ولمس النعش ،فوقف الحاملون .فقال“ :أيها تنتفع شيئًا ،بل صارت إلى حال أردأ .لما
الشاب ،لك أقول :قم!” فجلس الميت وابتدأ سمعت بيسوع ،جاءت في الجمع من وراء،
يتكلم ،فدفعه إلى أمه .فأخذ الجميع خوف، ومست ثوبه ،لأنها قالت“ :إن مسست ولو
ومجدوا الله قائلين“ :قد قام فينا نبي عظيم، ثيابه شفيت” .فللوقت جف ينبوع دمها،
وافتقد الله شعبه” .وخرج هذا الخبر عنه في وعلمت في جسمها أنها قد برئت من الداء.
كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة” (لو فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاع ًرا في
نفسه بالقوة التي خرجت منه ،وقال“ :من
.)17-11 :7 لمس ثيابي؟” فقال له تلاميذه“ :أنت تنظر
(لاحظ أن المسيحية تعتبر يسو َع إل ًها أو الجمع يزحمك ،وتقول :من لمسني؟” وكان
ابن إله ،ومع ذلك ففي هذه الكتب التي ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا .وأما المرأة
كتبها رسله وتلاميذه لا يعرف من لمس
ثوبه ،ومن المفترض أنه كلي القدرة يرى كل فجاءت وهي خائفة ومرتعدة ،عالمة بما
شيء ويعرفه قبل أن يحدث لأنه هو الذي حصل لها ،فخرت وقالت له الحق كله .فقال
ق َّدر حدوثه ،وأي ًضا يصفونه بأنه نبي “قد لها“ :يا ابنة ،إيمانك قد شفاك ،اذهبي بسلام
قام فينا نبي عظيم” ،وهو دليل على ارتباك
القاعدة التي ينطلق منها الإيمان نفسه). وكوني صحيحة من دائك” .وبينما هو
وهناك نصوص أخرى كثيرة في الأناجيل يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين:
لا دا ٍع لسردها كلها ،بل أكتفي بتلك الأمثلة “ابنتك ماتت .لماذا تتعب المعلم بعد؟” ،فسمع
يسوع لوقته الكلمة التي قيلت ،فقال لرئيس
الثلاثة.
القرآن تحدث عن معجزات السيد المسيح المجمع“ :لا تخف! آمن فقط” .ولم يدع
كلها (اسمه في الإسلام عيسى ابن مريم، أح ًدا يتبعه إلا بطرس ويعقوب ،ويوحنا أخا
ولاحظ أن ألف «ابن» مثبتة لأنها تحذف يعقوب .فجاء إلى بيت رئيس المجمع ورأى
بين اسم الشخص وأبيه وليس أمه!) ،مثل
قوله تعالى« :ورسو ًل إلى بني إسرائيل أني ضجي ًجا .يبكون ويولولون كثي ًرا .فدخل
قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من وقال لهم“ :لماذا تضجون وتبكون؟ لم تمت
الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طي ًرا
بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الصبية لكنها نائمة” .فضحكوا عليه .أما
الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما هو فأخرج الجميع ،وأخذ أبا الصبية وأمها
ت َّدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن
كنتم مؤمنين” (آل عمران ،)49 :وقوله: والذين معه ودخل حيث كانت الصبية
«وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني مضطجعة ،وأمسك بيد الصبية وقال لها:
فتنفخ فيها فتكون طي ًرا بإذني وتبرئ الأكمه “طليثا ،قومي!” الذي تفسيره :يا صبية ،لك
والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني” أقول :قومي! وللوقت قامت الصبية ومشت،
لأنها كانت ابنة اثنتي عشرة سنة .فبهتوا
(المائدة.)110 : بهتًا عظي ًما .فأوصاهم كثي ًرا أن لا يعلم أحد
لكن السؤال :هل موضوع شفاء المرضي
ابتكار مسيحي اختص به السيد المسيح ولم بذلك .وقال أن ُتعطى لتأكل».
ووردت قصة أخرى عن إحياء ميت في
إنجيل لوقا“ :وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينة
تدعى نايين ،وذهب معه كثيرون من تلاميذه