Page 16 - m
P. 16
العـدد 59 14
نوفمبر ٢٠٢3
جميعا ،لفيفا ،نذيرا ،تنزيلا،
سجدا ،لمفعولا ،خشوعا،
سبيلا ،تكبيرا”.
-2بعد الآية الأولى التي
يفسرها الشراح على أنها
تخص الإسراء بالنبي
محمد ،وبداية من الآية
الثانية انتقال للحديث عن
عملة رومانية تظهر في الوجه الاول من اليسار أسكليبيوس وهيجيا بني إسرائيل« :وآتينا موسى
والوجه الآخر في اليمين يظهر الإمبراطور جورديان الثالث الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل
ألا تتخذوا من دوني وكيلا» ،لهذا تسمى
ناحية ،واختلاف موضوعها عن بقية آيات أي ًضا سورة «بني إسرائيل» ،فقد وردت
السورة من ناحية أخرى ،لفت انتباه بعض التسمية بحديثين موقوفين :الأول رواه
المتخصصين في علوم القرآن من الغربيين البخاري ( )4994عن عبد الله بن مسعود
قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه
والعرب ،فذهب بعضهم –كما يروي عالم والأنبياء« :هن من العتاق الأول ،وهن من
المخطوطات المغربي محمد المسيح في أحد تلادي» ،ومراده أنها من أول ما تعلم من
القرآن ،وأن لها فض ًل لما فيها من القصص
البرامج التليفزيونية -إلى أن خاتمتها
الطبيعية عند كلمة «ليلا» لتتفق نهايتها مع وأخبار الأنبياء والأمم( .فتح الباري
.)388 /8والحديث الثاني في الترمزي
ما بعدها ،وأن الجزء الأخير «من المسجد ( )3402عن عائشة قالت :كان النبي لا
الحرام إلى المسجد الأقصى» ..حتى البصير، ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر .وقال:
حديث حسن ،وحسنه الحافظ ابن حجر في
أُقحم عليها لاح ًقا ضمن ( )43آية يعتقد «نتائج الأفكار» ( ،)65 /3وصححه الألباني
المتخصصون أنها أضيفت إلى القرآن في
في صحيح الترمزي.
فترات لاحقة على اكتماله .وما جعلهم -3كلمة «أسرى» جاءت مرة واحدة في
يميلون إلى هذا الرأي ثلاث ملحوظات :الأولى الآية الأولى كما بينت ،بينما جاءت «بني
أن النبي نفسه في الآية ( )93من السورة إسرائيل» مرات أربع :في الآية الثانية
نفسها (الإسراء) ينفي أنه يأتي بالخوارق، المذكرة ساب ًقا ،والرابعة «وقضينا إلى بني
يقول الله تعالى فيها« :ولن نؤمن لرقيك حتى
إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض
تنزل علينا كتابا نقرؤه ،قل سبحان ربي مرتين ولتعلن عل ًّوا كبيرا” ،وفي الآية ()101
هل كنت إلا بش ًرا رسولا” .الثانية أن النسخ “ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل
بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني
الأولى من القرآن الكريم لم يكن بها تنقيط لأظنك يا موسى مسحورا” ،والآية ()104
ولا حروف مد ،مما يجعل قراءتها «أسرى
بعباده» جائزة ،وهي صياغة متكررة في
ثلاث آيات من ثلاث سور أخرى تخص
بني إسرائيل أي ًضا ،الأولى :الآية ( )77من “وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا
سورة طه« :ولقد أوحينا إلى موسى أن أس ِر
الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم
لفيفا” .وجاء اسم النبي موسى ثلاث مرات ،بعبادي فاضرب لهم طري ًقا في البحر يب ًسا لا
تخاف در ًكا ولا تخشى» ،الثانية الآية ()52 ولم يأ ِت اسم محمد ولا مرة.
من سورة الشعراء« :وأوحينا إلى موسى -4هذا التفرد لخاتمة الآية الأولى من