Page 17 - m
P. 17

‫‪15‬‬  ‫افتتاحية‬

     ‫أن أس ِر بعبادي إنكم متبعون»‪ ،‬الثالثة الآية‬
       ‫(‪ )23‬من سورة الدخان‪« :‬فأس ِر بعبادي‬
       ‫لي ًل إنكم متبعون»‪ ،‬والأخيرة تحدد موعد‬

     ‫السريان لي ًل كما في الآية الأولى من سورة‬
      ‫الإسراء‪ .‬وحيث إن السورة في معظمها عن‬

        ‫بني إسرائيل فقد ر َّج ُحوا هذا الاحتمال‪.‬‬
      ‫والثالثة أن الإضافة الجديدة –لو صحت‪-‬‬
        ‫تخدم الخليفة عبد الملك بن مروان‪ ،‬الذي‬
    ‫يعده المؤرخون منشئ الدولة الأموية الثانية‪،‬‬

         ‫فقد أعاد لها تماسكها بعد أن انحسرت‬
                               ‫وكادت تنفرط‪.‬‬

     ‫‪ -5‬أن قصة الإسراء لم ُتذكر في القرآن إلا‬
       ‫مرة واحدة ‪-‬باعتبار اتفاقنا مع من يقول‬
       ‫إن المقصود هو الإسراء والمعراج‪ ،-‬بينما‬

         ‫هناك قصص كثيرة تكررت عدة مرات‪،‬‬
     ‫مثل ولادة عيسى وبعث موسى‪ ..‬وغيرهما‪.‬‬

       ‫وهناك اختلافات أخرى لن أتوقف عندها‬
      ‫مثل وصف البراق‪ ،‬وحديث النبي وجبريل‬
      ‫معه‪ ،‬ومكان (المسجد الأقصى)‪ ،‬أي البعيد‪،‬‬
    ‫الذي تحدث عنه د‪.‬يوسف زيدان‪ ،‬وعن زمن‬

                                  ‫بنائه‪ ..‬إلخ‪.‬‬

    ‫حديث الإسراء والمعراج‬

    ‫ذكر ًت أن الله في القرآن لم يقل صراح ًة إن‬               ‫تمثال‬
     ‫(محم ًدا) أُسري به من المسجد الحرام إلى‬              ‫أسقليبيوس‬
     ‫المسجد الأقصى‪ ،‬ولم يذكر كلمة (المعراج)‬             ‫بالمتحف الوطني‬
     ‫صريحة في الكتاب كله‪ ،‬وإن تفسير الآيات‬
       ‫على أنها تخص حادث ًة معين ًة معروف ًة في‬              ‫بأثينا‬
    ‫التاريخ الإسلامي بـ(الإسراء والمعراج) هو‬
     ‫اجتها ُد المفسرين وال ُّش َّراح و ُكتَّاب السيرة‪،‬‬

       ‫بدليل الاختلافات الج َّمة بينهم في المكان‬
                     ‫والزمان وكل التفاصيل‪.‬‬

      ‫لكن هذا الغياب التام (وأش ِّد ُد على وصفه‬
    ‫بـ»التام»)‪ ،‬يقابله إفراط في إيراد التفاصيل‬
     ‫وتفاصيل التفاصيل في الأحاديث المنسوبة‬

      ‫إلى النبي محمد‪ ،‬وسوف آتي هنا بحدي ٍث‬
      ‫كام ٍل بن ِّصه دلال ًة على هذا التفصيل الذي‬

          ‫أشر ُت إليه‪ ،‬ولكي أتوق َف عند بعض‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22