Page 22 - m
P. 22

‫العـدد ‪59‬‬                                   ‫‪20‬‬

                                                ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫بنو الأنبياء المقيمون في بيت إيل للقاء أليشع‬        ‫ينزلون بكذا ثم بكذا‪ ،‬ويأتونكم يوم كذا‬
 ‫وقالوا له‪“ :‬هل تعلم أن الرب سيأخذ اليوم‬           ‫وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود‬
 ‫منك سيدك إيليا؟” فأجاب‪“ :‬نعم‪ ،‬إني أعلم‪،‬‬          ‫وغرارتان سوداوان»‪ .‬فلما كان ذلك اليوم‬
                                                ‫أشرف الناس ينتظرون حتى كان قريب من‬
                              ‫فاصمتوا”‪.‬‬          ‫نصف النهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك‬
     ‫ثم يتكرر أيفاد إيليا إلى أريحا والأردن‪،‬‬
    ‫فيطلب من أليشع أن ينتظر هنا ويرفض‬                      ‫الجمل الذي وصفه رسول الله»‪.‬‬
  ‫إليشع ويرافقه‪ ،‬ويقول له المقيمون إن إيليا‬         ‫كما وصف لهم بيت المقدس كما ورد في‬
                                                 ‫البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله «أنه‬
                ‫سيتركك ويقول إنه يعرف‪.‬‬            ‫سمع رسول الله (ص) يقول‪« :‬لما كذبتني‬
‫وفي الأردن «رافقهما خمسون رج ًل من بني‬             ‫قريش‪ ،‬قمت في الحجر‪ ،‬فجلا الله لي بيت‬
‫الأنبياء إلى حيث كانا يقفان إلى جوار الأردن‪.‬‬     ‫المقدس‪ ،‬فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر‬

   ‫وتوقفوا تجاههما من بعيد‪ /.‬فتناول إيليا‬                                          ‫إليه»‪.‬‬
‫رداءه وطواه‪ ،‬ثم ضرب به الماء‪ ،‬فانفلق النهر‬       ‫هذه الروايات لو ص َّحت‪ ،‬بالمنطق‪ ،‬لن يبقى‬
                                                ‫كاف ٌر في قريش‪ ،‬بالضبط كما أنه غير مفهوم‬
    ‫إلى شطرين‪ ،‬فاجتازا فوق اليابسة‪ /.‬ولما‬          ‫ألا يؤمن بعض بني إسرائيل بعد أن نزل‬
‫عبرا قال إيليا لأليشع‪“ :‬اطلب ماذا أصنع لك‬
  ‫قبل أن أوخذ منك؟” فأجاب أليشع‪“ :‬ليحل‬                ‫لهم الله (أو ياهوا) بنفسه وقرأ عليهم‬
                                                 ‫الوصايا العشر‪ ،‬وبعد أن أنزل عليهم مائدة‬
     ‫عليَّ ضعف ما لديك من قوة روحية”‪/.‬‬
 ‫فقال إيليا‪“ :‬لقد طلبت أم ًرا صعبًا‪ ،‬ولكن إن‬                                  ‫من السماء!‬
 ‫رأيتني وأنا أوخذ منك تنل سؤلك‪ ،‬وإلا فلن‬           ‫كما لا يعقل أن يتذكر النبي كل شيء من‬
 ‫تحصل على ما طلبت”‪ /.‬وفيما هما يسيران‬             ‫رحلته بهذا التفصيل المذكور في الأحاديث‪،‬‬
  ‫ويتجاذبان أطراف الحديث‪ ،‬فصلت بينهما‬
‫مركبة من نار تجرها خيول نارية‪ ،‬نقلت إيليا‬             ‫من أول وصف الدابة والحديث إليها‪،‬‬
                                                 ‫وسرعتها‪ ،‬إلى الصلاة في المسجد الأقصى‪،‬‬
   ‫في العاصفة إلى السماء‪ /.‬ورأى أليشع ما‬
‫جرى فأخذ يهتف‪“ :‬ياأبي‪ ،‬ياأبي‪ ،‬يا مركبات‬               ‫والصعود إلى سدرة المنتهى بتفاصيل‬
                                                  ‫التفاصيل التي تخص كل سماء وكل نبي‪،‬‬
                     ‫إسرائيل وفرسانها”‪.‬‬          ‫ومع ذلك يحتاج أن يرفع الله أمامه المسجد‬
    ‫في هذه الرواية لم يصعد إيليا إلى السماء‬
   ‫(قبل محمد) فقط‪ ،‬بل إنه ضرب ماء النهر‬                    ‫الأقصى ليصفه لأنه لا يتذكره!‬
     ‫بردائه فانفلق إلى شطرين فاجتازا فوق‬
 ‫اليابسة‪ ،‬قبل أن يفعل موسى معجزته التي‬              ‫الذين صعودا إلى السماء!‬

                                  ‫ذكرتها!‬          ‫المدهش أن صعود شخص ما إلى السماء‬
    ‫كما صعد إدريس إلى السماء أي ًضا‪ ،‬ففي‬         ‫لم يكن غريبًا في هذا الزمن‪ ،‬فهناك قصص‬
    ‫سورة مريم الآية (‪ )57‬يقول تعالى عنه‬          ‫عن صعود عدة أنبياء‪ ،‬مثل النبي إيليا الذي‬
                                                 ‫صعد إلى السماء في عربة نارية أمام إليشع‬
      ‫«ورفعناه مكا ًنا عليَّا”‪ ،‬وجاء في تفسير‬    ‫كما جاء في (سفر الملوك الثاني‪ -‬الإصحاح‬
  ‫الطبري لهذه الآية‪“ :‬يعني به إلى مكان ذي‬
‫علو وارتفاع‪ .‬وقال بعضهم‪ُ :‬ر ِفع إلى السماء‬         ‫‪“ :)2‬وعندما أزمع الرب أن ينقل إيليا في‬
  ‫السادسة‪ .‬وقال آخرون‪ :‬الرابعة”‪ .‬و”سأل‬           ‫العاصفة إلى السماء‪ ،‬ذهب إيليا وأليشع من‬

    ‫ابن عباس كعبًا وأنا حاضر‪ ،‬فقال له‪ :‬ما‬          ‫الجلجال‪ /.‬فقال إيليا لأليشع‪“ :‬امكث هنا‬
‫قول الله تعالى لإدريس (ورفعناه مكا ًنا عليَّا)‬   ‫لأن الرب قد أوفدني إلى بيت إيل”‪ .‬فأجاب‬
                                                ‫أليشع‪“ :‬حي هو الرب‪ ،‬وحية هي نفسك إني‬
  ‫قال كعب‪ :‬أما إدريس‪ ،‬فإن الله أوحى إليه‪:‬‬       ‫لا أتركك”‪ .‬فانطلقا م ًعا إلى بيت إيل‪ /.‬فخرج‬
   ‫إني رافع لك كل يوم مثل عمل جميع بني‬
   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27