Page 19 - m
P. 19
افتتاحية 1 7
نسخة من بردية وستكار المعروضة في متحف برلين المصري
الأمر الأول :من حيث البناء البلاغي فإن إل َّي ما أوحى ،ففرض عليَّ خمسين صلاة
صيغة واحدة طويلة تكررت سبع مرات« :ثم في كل يوم وليلة .فنزلت إلى موسى ،فقال:
ع َّرج بنا إلى السماء (رقم السماء) فاستفتح
ما فرض ربك على أمتك؟ قلت :خمسين
جبريل ،فقيل :من هذا؟ قال :جبريل ،قيل: صلاة ،قال :ارجع إلى ربك فسله التخفيف،
ومن معك ،قال :محمد ،قيل :وقد بعث إليه؟ فإن أمتك لا تطيق ذلك ،فإني قد بلوت بني
قال :قد بعث إليه ،ففتح لنا ،فإذا أنا بـ(اسم إسرائيل وخبرتهم ،فرجعت إلى ربي ،فقلت:
النبي) فرحب بي ،ودعا لي بخير” .وطب ًعا لا
يمكن أن تعرف إن كان النبي حكى لأنس بن يا رب خفف عن أمتي ،فحط عني خم ًسا.
مالك بهذا الشكل التكراري الحديدي ،أم أن فرجعت إلى موسى ،فقلت :حط عني خم ًسا،
النبي حكى كيفما اتفق بحيث يفهم السامع،
بينما أعاد أنس صياغة الكلام وترتيبه على قال :إن أمتك لا يطيقون ذلك ،فارجع إلى
هذا النحو ،أم أن أنس نقل كلام النبي كما ربك فسله التخفيف .فلم أزل أرجع بين ربي
قاله وكيفما اتفق ،ومن نقل عنه وعنه وعنه وبين موسى حتى قال :يا محمد إنهن خمس
كذلك ،ثم أراد البخاري التجويد ففعل هذا؟
على العموم هذا أمر شكلي ،مهم بالفعل ،لكن صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر،
فذلك خمسون صلاة ،ومن ه َّم بحسن ٍة فلم
يمكن التجاوز عنه. يعملها كتبت له حسنة ،فإن عملها كتبت له
الأمر الثاني :يخص شكل السموات التي
م َّرا بها ،محمد وجبريل ،وطريقة العمل بها، عش ًرا من ه َّم بسيئ ٍة فلم يعملها لم تكتب
فما يبين فإن لكل سماء باب ،وعلى كل باب شيئًا ،فإن عملها كتبت سيئة واحدة .فنزلت
حتى انتهيت إلى موسى ،فأخبرته ،فقال:
ارجع إلى ربك فسله التخفيف ،فقلت :قد
رجعت إلى ربي حتى استحييت منه”.