Page 14 - m
P. 14

‫العـدد ‪59‬‬                        ‫‪12‬‬

‫الإله المصري تحوت أو توت‪ -‬الرمسيوم بالأقصر‬                      ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬

                                              ‫المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى‪ ،‬فجعل‬
                                               ‫المسجد الأقصى غاية الإسراء‪ .‬قالوا‪ :‬ولو‬
                                               ‫كان الإسراء بجسده إلى زائد على المسجد‬

                                                 ‫الأقصى لذكره‪ ،‬فإنه كان يكون أبلغ في‬
                                            ‫المدح‪ .‬وذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه‬

                                              ‫كان إسراء بالجسد وفي اليقظة‪ ،‬وأنه ركب‬
                                             ‫البراق بمكة‪ ،‬ووصل إلى بيت المقدس وصلى‬

                                                               ‫فيه ثم أُسري بجسده”‪.‬‬
                                              ‫و ُيذكر هنا أن سيد قطب ر َّجح أن الإسراء‬
                                              ‫والمعراج م ًعا حدثا بالروح وليس بالجسد‪:‬‬
                                              ‫«والراجح من مجموع الروايات أن رسول‬

                                                ‫الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬ترك فراشه‬
                                                 ‫في بيت أم هانىء إلى المسجد‪ ،‬فلما كان‬
                                                ‫في الحجر عند البيت بين النائم واليقظان‬
                                             ‫أُسري به و ُع ِّرج‪ .‬ثم عاد إلى فراشه قبل أن‬

                                                                            ‫يبرد”(‪.)6‬‬
                                                ‫‪ -‬كما اختلفوا في توقيت الحدوث‪“ :‬وقد‬
                                            ‫اختلف العلماء في ذلك أي ًضا‪ ،‬واختلف في ذلك‬
                                             ‫على ابن شهاب‪ ،‬فروى عنه موسى بن عقبة‬
                                              ‫أنه أسري به إلى بيت المقدس قبل خروجه‬
                                                 ‫إلى المدينة بسنة‪ .‬وروى عنه يونس عن‬
                                              ‫عروة عن عائشة قالت‪ :‬توفيت خديجة قبل‬
                                               ‫أن تفرض الصلاة‪ .‬قال ابن شهاب‪ :‬وذلك‬
                                               ‫بعد مبعث النبي بسبعة أعوام‪ .‬وروي عن‬
                                             ‫الوقاصي قال‪ :‬أسري به بعد مبعثه بخمس‬
                                                 ‫سنين‪ .‬قال ابن شهاب‪ :‬وفرض الصيام‬
                                                ‫بالمدينة قبل بدر‪ ،‬وفرضت الزكاة والحج‬
                                                 ‫بالمدينة‪ ،‬وحرمت الخمر بعد أحد‪ .‬وقال‬
                                               ‫ابن إسحاق‪ :‬أسري به من المسجد الحرام‬
                                              ‫إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس‪ ،‬وقد‬
                                               ‫فشا الإسلام بمكة في القبائل‪ .‬وروى عنه‬

                                                  ‫يونس بن بكير قال‪ :‬صلَّت خديجة مع‬
                                               ‫النبي‪ .‬وسيأتي‪ .‬قال أبو عمر‪ :‬وهذا يدلك‬
                                            ‫على أن الإسراء كان قبل الهجرة بأعوام‪ ،‬لأن‬
                                            ‫خديجة قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين‬
                                             ‫وقيل بثلاث وقيل بأربع‪ .‬وقول ابن إسحاق‬
                                             ‫مخالف لقول ابن شهاب‪ ،‬على أن ابن شهاب‬
                                                 ‫قد اختلف عنه كما تقدم‪ .‬وقال الحربي‪:‬‬
                                            ‫أسري به ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع‬
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19