Page 12 - m
P. 12
الغريب أن القرآن أثبت (الإسراء)
بنص الكلمة وبذكر المسافة بين
المكانين "من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى" ،لكنه لم يذكر كلمة
(المعراج) ولا مرة ،مع أن المنطق
البسيط يقول إنه أهم ،فالثاني
انتقال بين مكانين على الأرض،
والمعجزة هنا في (زمن الانتقال)
فقط ،فبينما يحتاج شهًرا بأدوات
كارل ريتشارد لبسيوس زمنه ،فإنه مع المعراج حدث في ليلة
واحدة أو بعض ليلة ،ويقال إن النبي
طبيبًا ماه ًرا ،لدرجة أنه تفوق حين عاد وجد فراشه داف ًئا!
على أستاذه .فقد تعلم أي ًضا
يحدث إلا له؟ الإجابة :لا ..فهذا موضوع
علم العقاقير والأدوية وأصبح منتشر في الأساطير اليونانية القديمة،
علي ًما بكل فنون السحر ومنها على سبيل المثال ما ورد عن الإله
أسكليبيوس.
والشعوذة .ذاع صيته في كل أنحاء العالم
القديم .وأصبح قاد ًرا علي شفاء جميع أسكليبيوس أو أسقليبيوس بطل وإله للطب
في الديانة والأساطير اليونانية القديمة.
الأمراض ،جاء إليه مرضى من كل بقاع وهو ابن أبوللو وكورونيس .له خمس
بلاد الأغريق .لم يكن أسكليبيوس يقوم فقط
بنات :هيجيا (إلهة الصحة الجيدة والنظافة
بشفاء الأمراض ،بل وكان يقيم الأموات والصحة العامة) ،آياسو (إلهة التعافي من
من الموت لتعود للحياة مرة أخرى .وتذكر المرض) ،أسيسو (إلهة عملية الشفاء) ،آجليا
الأساطير أسماء عدد كبير من الشخصيات (إلهة الصحة الجيدة) ،وباناسيا (إلهة الدواء
التي قام أسكليبيوس بشفائها ،فقد عالج والعلاج) .كان مرتب ًطا مع الإله المصري
تحوت (إله العلم والطب والحساب) عند
البطل الأسطوري هيراكليس ،أي ًضا أعاد المصريين القدماء ،وإمحوتب (عالم الفلك
للحياة بعض الأشخاص مثل لوكورجوس والطب عند المصريين القدماء) .كان واح ًدا
وكابانيوس وجلاوكوس .وقيل إن إله العالم
السفلي هاديس شكي إلى كبير الآلهة زيوس من أبناء أبوللو ،تشارك مع أبوللو على
أن أسكليبيوس يعيد الحياة إلى الموتى ،بذلك لقب («الشافي») وتعد عصا أسكليبيوس
التي يلتف حولها الثعبان من الرموز التي
فإنه يتعدي حدوده(.)4 استخدمت اليوم كرمز للطب (رمز الصيدلة
الإله المصري تحوت أي ًضا كان يشفي
المرضي ويحيي الموتى ،هو إله الحكمة المعروف والمنتشر).
عند المصريين القدماء ،أحد أرباب ثامون كان أسكليبيوس خارق الذكاء ،وقد أصبح
الأشمونيين الكوني .يصور برأس أبو
منجل ،ونظيره الأنثوي الإلهة ماعت ،ولقد
كان ضريحه الأساسي في أشمون حيث كان