Page 10 - كتاب النبأ العظيم
P. 10
يُشــبه المماثلــة ومــا يــدنو منهــا .لقــد وضــعت الآيــة الحكيمــة قائلــة" :مثلــه تعــالى لا يكــون لــه
مثـــل" ،تعنـــي أنـــه مـــن كانـــت لـــه تلـــك الصـــفات الحســـنى وذلـــك المثـــل الأعلـــى لا يمكـــن أن
يكــون لـــه شــبيه ،ولا يتســـع الوجــود لاثنـــين مــن جنســـه ،فـ ـلا َجـــر َم جـ ـيء فيهـــا بلفظـ ـين كـــل
واحـــد منهمـــا يـــؤدي معنـــى المماثلـــة ،ليقـــوم أحـــدهما ركنـــا للـــدعوى والآخـــر دعامـــة لـــه
وبرهانا.
ومـــن جوانـــب الإيجـــاز فـــي القـــرآن الحـــذف مـــع الوضـــوم ،كمـــا فـــي قولـــه تعـــالى" :قُـــ ْل
أَ َرأَ ْيـــتُ ْم ِإ ْن أَتَـــا ُك ْم َع َذابُـــهُ َب َياتـــا أَ ْو َن َهـــارا َّمـــا َذا َي ْســـتَ ْع ِج ُل ِم ْنـــهُ ا ْل ُم ْج ِر ُمـــون" .لقـــد ُطـــوي المعنـــى
ولم يترك شيئا منه إلا وقد جعل في اللفظ مصباحا يكشف عنه ومفتاحا يوصل اليه.
الخاتمة
كانت رحلة عظيمة مع هذا الكتاب ازددنا فيها إعجابا وح ًّبا وفهما وتدبرا للقرآن فإن لم نكن قد وفينا هذا
الكتاب حقه من التعريف ،فلا أقل من أن نكون قد أغريناكم بقراءته.
نقدر لكم قراءتكم لهذا الملخص راجين من الله أن نكون قد و ِفقنا في عرضه لكم وذلك حسبنا والله ولي
التوفيق.
تم بعون الله تعالى
9