Page 6 - كتاب النبأ العظيم
P. 6
إذا لا مناص لنا الآن من الاعتراف بأن ُمحمدا –صلى الله عليه وسلم– أخذ القرآن عن ُمعلم فمن هو ذلك
المعلم؟ ،هل هو ُمعلم من قومه الأمـيـين الذين فقدوا أساس العلم حت اش ُتق لهم من الجهل اسم "الجاهلية"؟
ولو بحثنا عنه بين أهل العلم الذين ل ِقيرهم النبي قبل ال ِبعثة فهو ( ُبحيرا) في سوق (بُصى) بالشام ،و (ورقة بن
نوفل) قبل إعلان نبوته بثلاثين شهرا ،وكان معه في كل مرٍة شاهد ،وِل رم ل ْم يحدثنا التاريخ بهذا الحدث العجيب
الذي جمع في تْل اللحظة القصيرة علوم القرآن كاملة؟! ولماذا لم يتخذ خصومه من هذه الحجة الواضحة سلاحا
لهدم دعواه وإبطال أمره؟! إن سكوت التاريخ عن هذا كله ُحج ٌة كافية على عدم وجوده ،فلقد كان موقفه –
صلى الله عليه وسلم– من علماء عصه موقف المصحح لما حرفوا ،الكاشف لما كتموا " :ريا أر ْه رل ا ْل ِكترا ِب قر ْد رجاء ُُ ْك
رر ُسولُنرا يُ رب ِّي ُن لرُُ ْك كرثِيرا ِّم اما ُكن ُُ ْت ُت ْخ ُفو رن ِم رن ا ْل ِكترا ِب روير ْع ُفو رعن كر ِثي ٍر قر ْد رجاء ُُك ِّم رن اّل ِل نُو ٌر رو ِك رتا ٌب مم ِبين".
فمن يزُُع أن للرسول –صلى الله عليه وسلم– ُمعلِّما من البشر ،فليقل لنا اسم هذا المعلم ومت كان ذلك؟ لقد
طوعت لهم أن ُفسهم أن يقولوا" :إنما يُعلمه بشر" ،ولكن لم يستطيعوا أن يلتمسوا شخصا ينسبون َل هذا التعليم،
ولقد كانوا في قرارة أنفسهم غير مطمئنين إلى رأي صالح ير رض ْونه ،فكلما وضعوا أيديهم على رأي وأرادوا أن
ين ِسجوا منه للقرآن ثوبا وجدوه ًنبيا غير صالح ،فيفزعون إلى رأي ثا ٍن" :بر ْل قرالُوْا رأ ْض رغا ُث رأ ْحل را ٍم بر ِل ا ْف رت ررا ُه بر ْل
ُه رو رشا ِع ٌر" ،فهذه الآية ُتريك صورة شاهد الزور إذا شعر بحرج موقفه كيف يتقلب ذات اليمين وذات الشمال.
تر ربين لنا الآن أن هذا القرآن ليس من كلام النبي –صلى الله عليه وسلم ،-وأن مصدره ليس ُمعل ٌم من البشر
تلقى منه النبي هذا القرآن ،فلنبحث إذا عن مصد ٍر في أفق خارج هذا المصدر الإنساني.
5