Page 7 - كتاب النبأ العظيم
P. 7
كلنا يعر ُف هذه الظاهرة العجيبة –ظاهرة الوحي– التي كانت تبدو على وجهه الكريم حين يُنزل عليه القرآن،
فكان من حوَل يرونره وقد احمر وجهه حت يتف اصد جبينه عرقا ،ويث ُقل جسمه حت يكاد يُر مض فخذه فخذ الجالس
إلى جانبه ،وحت لو كان راكبا لبركت به راحلته ،وكانوا مع ذلك يسمعون عند وجهه أصواًت مختلطة تشبه دوي
النحل ،ثم لا يلبث أن تسري عنه تْل ال ِّشدة ،فإذا مر يتلو قرآًن جديدا ُمحدثا .لم تكن حالة اختيارية ،فكثيرا
ما التمسها النبي –صلى الله عليه وسلم– ولم يظفر بها إلا حين يشاء الله ،وكذلك كانت حالة غير عادية ،فقد
كانت ت ْعروه فجأة وتزول عنه فجأة ،وتنقضي في لحظات يسيرة ،لقد كانت هذه الظاهرة مبعث نور ومصدر علم
تخضع َل العقول لحكمته ،وتُضاء َل الأنوار عند طلعته ،وهذا يجع ُلها تناقض تماما الأعراض المرضية والنوبات
العصبية.
هي إذا قوة خارجية لا تتصل بالنفس المحمدية إلا حينا بعد حين ،وهي لا محالة قوة عاِلمة ،لأنا توحي إليه علما،
وهي قوة معصومة محفوظة من كل شيطا ٍن رجيم " :رو رما تر رن ازلر ْت ِب ِه ال اش ريا ِطين رو رما يرن رب ِغي لر ُه ْم رو رما ير ْس رت ِطي ُعون"،
فماذا عسى ان تكون هذه القوة ان لم تكن معك قوة مْل كريم؟
6