Page 70 - merit 47
P. 70
العـدد 47 68
نوفمبر ٢٠٢2
آمال جبارة
(تونس)
وحــدة
مساء
أفتح النَّافذة بعد ان تغمض العصافير أصواتها
أرى لوني الوحيد يكابد ضوءه
روح تتر َّشف الملل
في ظ ِّل شجرة جرداء
الوحدة أكثر ا ِّتسا ًعا من الحنين
أغلق النَّافذة
ليس ث َّمة أصوات ذات معنى
ال َّصخب المحايد يل ِّوح لي من بعيد
يخترق ال ُّزجاج فأنحني
لا أح ُّب سماع تلويحاته
الوحدة أق ُّل شراس ًة من اللَّهفة
وفي المساء م َّرة أخرى
أغلق النَّافذة
فينزعج لوني الوحيد
من وحدته
وينكسر ال َّصخب على أعتابها
الوحدة أكثر عم ًقا من ال َّذاكرة
أهدر ال َّصمت في الوقت
لأرى ال َّزمن الضائع يتل َّوى
من ش َّدة الوحدة!