Page 68 - merit 47
P. 68
العـدد 47 66
نوفمبر ٢٠٢2
كن ُت أعرف أن القطار سيعود إلى محطته كنا نحمل أكياس القمصان الجديدة من الورشة
وأن صناديق الفاكهة التي حملناها إلى المدن البعيدة كي نقص منها الخيوط الزائدة
لن تعود إلا بالصراخ كان ثمن كل قميص أغلى من أجورنا بكثير
في البيت الذي ش َّمرت فيه الريح عن سواعدها وكانت الم َّقصات كثيرة
ولكن ما لا أعرفه أن تبقى القرية خالية عندما تمر
منذ ذلك الوقت كلما أشتري قمي ًصا جدي ًدا
الحصادات لا أرتديه
وأن يبقى بائع المزادات وحي ًدا يبيع أجهزة
أظ ُّل أق ُّص خيطانه الزائدة كهذه الحرب
الاستقبال في مدينة لا كهرباء فيها
كان عليَّ يا أبي أن استوعب دخان القطارات ()6
وأن القرى الكبيرة تنفجر حين تأكل الخبز الحاف
عندما قال لي أبي
كل يوم اِذهب إلى النهر واِملأ كل ِجرارك
ما لم أستوعبه أن أمي حين كانت تنقي العدس من
ولا تع ْد
القش إلا وأنت ممتلئ بالماء
كانت تحرق في أغانيها كل أسباب الحزن كي تسقي هذه العائلة العطشى
كل يوم يلتصق وجهي بالنافذة تدنو مني سحابة أخذ ُت معي كل شيء
بيضاء كل شيء
كوشاح صلاة أمي ولم أقبِّل الفتيات الجميلات على الضفاف
لم أصطد الفراشات يا أمي
أذكر الذباب كثي ًرا والوحل ولم أشرب من ماء النهر
وذلك اللحاف الي كن ِت تغطيني به وأنا صغير لأني ببساطة يا أبي أخذ ُت كل شيء
أنفخ على البلور وأنتظر المطر
ولكني نسي ُت فمي
مسافر لوحدي
حزين أنا يا أمي ()7
حتى لو وزعوا عليَّ في رحلتي عصير برتقال