Page 273 - merit 45
P. 273

‫‪271‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

                ‫دنيس ديدرو‬                        ‫برتراند بونتاليس‬                   ‫أو العنف وتعذيب الآخرين‪ ،‬أو‬
                                                                                  ‫اشتهاء الأطفال جنسيًّا‪ ،‬أو جنون‬
     ‫والموت‪ ،‬عن كل التناقضات‪.‬‬             ‫حضوره‪ ،‬تتخصب بارتعاشاته‪،‬‬                ‫الارتياب‪ ،‬وهنا نضيف اقتباسات‬
     ‫هكذا إذن كانت سلمى جمو‬                      ‫تثمل بعطائه اللامنتهي‪.‬‬
                                                                                                  ‫من عدة قصائد‪:‬‬
          ‫شاعرة جريئة متمردة‬             ‫قصائد رومانطيقية لا تهتم فيها‬                     ‫«تسح ُبني من جديلتي»‪،‬‬
     ‫ورومانطيقية مجد ًدا‪ ،‬مولعة‬           ‫الشاعرة بالتقليد والاجترار ولا‬           ‫«يستثي ُرني وجو ُدك اللاشرقي‪..‬‬
      ‫بالصوفية بامتلاكها حدس‬               ‫بالتأنق في الألفاظ‪ ،‬بل بالصدق‬                   ‫اللاغربي‪ /‬اللاأرضي‪..‬‬
  ‫متوقد‪ ،‬مثيرة في النفس قابليات‬           ‫مع النفس ومع القارئ وحرارة‬               ‫اللاترابي»‪« ،‬هي‪ ..‬أن َت‪ /‬ونطا ُف‬
    ‫تشل الديدان الماصة للحيوية‬          ‫الوجدان وتوتر الروح‪ ،‬فهي تقول‬              ‫رو ِحك‪ /‬نكر ٌة دو َن رح ِم ذاتها»‪،‬‬
   ‫والازدهار‪ ،‬ثارت بانكساراتها‬          ‫مث ًل في الرجل‪« :‬يا جس ًدا‪ /‬حبِ َلني‬        ‫«أماه‪ /:‬لو أعادوك لبع ٍث آخ َر‪/‬‬
 ‫وخيباتها في وجه المختلين عقليًّا‬        ‫ضل ُعه‪ /‬لولادة‪ /‬بلا دنس‪َ /..‬من‬                ‫تعيشين تفاصي َله كما الآن‪/‬‬
  ‫وفكر ًّيا‪ ،‬و َمن يرفض الاعتراف‬                                                        ‫أتوافقين؟»‪ُ « ،‬بع ُدك قري ٌب‪/‬‬
 ‫بأنه «مريض نفسي»‪ ،‬ثارت على‬                   ‫قا َل أن الرجا َل لا ُتن ِج ُب؟»‪..‬‬  ‫كضباب يلفني‪ /‬لكن محا ٌل علي‪/‬‬
     ‫المعتقدات التقليدية والمجتمع‬            ‫الشعر هو حيازة أبعاد اللغة‬           ‫اُتلفقبج ُرُضفيعألينكحا‪/‬ئيمعبارناق ُكتيكَن‪/‬اللمقنُسوكِط‪.»/‬‬
    ‫والخمول ودفعت الثمن غاليًا‬              ‫والحفاظ على عمقها واتساعها‬               ‫تصنف قصائد «لأنك استثناء»‬
     ‫تهمي ًشا ونب ًذا ومو ًتا وحي ًدا‪،‬‬     ‫ورحابتها‪ ،‬والفكر هو ما ُيطعم‬            ‫ضمن الشعر الرومانطيقي‪ ،‬فهي‬
 ‫لتبحث وتدعو إلى مجتمع الحرية‬                ‫منها ويغذيها‪ .‬في المقابل َمن‬           ‫تحتفي بالذات وتمجد الأنا وألمه‬
     ‫والإبداع‪ ،‬لتصرخ صرختها‬                 ‫يخشى الشعر أو يقاومه فهو‬               ‫وهواجسه وتغتبط بغربة الروح‬
  ‫الأبدية الكبيرة‪ :‬المرأة ليست آلة‬        ‫لأنه لا يعرف ماهية الاستخدام‬              ‫رغم مرارتها‪ ،‬عن مجتمع غارق‬
                                            ‫الشعري للغة‪ ،‬فيبدو له مجرد‬               ‫في الشكليات والأوهام والظلم‬
              ‫للإمتاع والإنجاب‬            ‫استخدام للغة في حد ذاته‪ ،‬دون‬                 ‫النفسي والجسدي‪ ،‬فتجد في‬
                                            ‫أن يدرك أن الشعر يساهم في‬                ‫الكتابة ملا ًذا تستعير مفرداتها‬
        ‫‪-1‬مقتطف من حوار متأخر‬           ‫تموج آلاف الأسئلة في الرأس‪ ،‬عن‬                   ‫لخلق جنة شعرية‪ ،‬الرجل‬
‫أجري مع الفيلسوف والمحلل النفسي‬         ‫الخير والشر‪ ،‬عن الحب والجنس‪،‬‬                ‫الحقيقي آدمها والمرأة وجدائلها‬
 ‫الفرنسي الراحل برتراند بونتاليس‪،‬‬         ‫عن الوطن والخيانة‪ ،‬عن الحياة‬            ‫وشبق عاطفتها حواؤها‪ ،‬حتى لو‬
                                                                                         ‫كان حبًّا من جهة واحدة‪.‬‬
        ‫ترجمة وتقديم يقظان التقي‪.‬‬                                                        ‫قصائد تحتفي بالحياة في‬
                                                                                     ‫نضارتها وبكارتها وقساوتها‪،‬‬
                                                                                     ‫هي ضد الذكورية ومع الرجل‬
                                                                                     ‫الثابت الصادق المستقيم‪ ،‬الذي‬
                                                                                  ‫يفهم الحب كفعل وتاريخ وحاجة‬
                                                                                        ‫نفسية وجسدية‪ ،‬ذاك الذي‬
                                                                                       ‫يرفض ذكورية سامة ُتظهر‬
                                                                                      ‫بطولاتها على الأسرة الآسنة‪،‬‬
                                                                                  ‫بذنوب شهواتها‪ ،‬معلنًا حربه على‬
                                                                                  ‫تحلل الجدائل والأبدان وتفسخها‪،‬‬
                                                                                        ‫هي تحبه لرجولته لا لعنفه‬
                                                                                      ‫أو عفونته‪ ،‬تبحث عن طغيان‬
   268   269   270   271   272   273   274