Page 74 - merit 45
P. 74
العـدد 45 72
سبتمبر ٢٠٢2
عبد الرحمن ت َّمام
ُقب ُة الغوري
(عن الح ِب والدبيب)
تقوم مقام النار يو ًما ما
ع ّل ال ُع َّشاق ُيداجون برد متاهاتهم جلسنا هنا متجاورين في آخر الصفوف
ويأنسون بوهجها الأ ّخاذ وكان أمامنا حش ٌد صاخ ٌب
هاتي أرغف ًة َت ُس ُّد َر َمق الجائعين يتماوج بين الفينة والأخرى مع أنامل ُمد َّربة
وثيا ًبا تحوش عن العرايا ص ّر الشتاء
هذي الأرض ما فتئت تدعو ِك ،لأعوا ٍم، هل كانت السيدة «منال محي الدين”
فيما تحتضن آلة (الهارب)
مبتهل ًة وضارع ًة تدرك ساعتها
فيا أيتها الغالب ُة كالأرباب القدامى
أن الطيور المُع َّمدة تحت عينيها ال َف ِرحتين
امنحيها العد َل والموازين ال ِق ْسط ستخ ُّض ِق َرب القلوب بمناقيرها ال ُزرق
واغسلي شوارعها الآثمة بال َّز ْه ِر وماء ال َر َحمات
حتى ُنبصر على ُح ْص ِر أرواحنا فج ًرا وأضواء؟!
ولأنني العارف بالعلامة ولماذا تدلَّت الموسيقا إلى هذا الحد
ومواقيت الظهور فانقدنا خلف خريرها بعي ًدا
سأسعى إلى القرية غير راغب إلا في طلعت ِك الزاهي ِة ألأن َك ّفك استكان فقط في ُع ِّش يدي
والتجلي مثل عصفور مرتعش ه َّده الطيران؟!
هناك
آ ٍه ،يا ُحبي الأوحد
حيث أُشيّ ُد بيتًا من سعف النخل الأخضر والطوب لو لم يأتيني صوت ِك دافئًا وحنو ًنا كعادته
اللَّبِ ِن
لاستحال العالم من ًفى ضيِّقا
وأُس ّوره بالبشنين والريحان ولولا أنفاس ِك التي تتكسر على صدري
لأنتظر َكالمُ ْلتاث قم ًرا داميًا يلتمع
تلك الباقية من شاطئ الأبدية
.. لما احتمل ُت مرارة العيش وضجره
عند شجرة التوت الوارفة
وبينما ي َّصاعد غناء ال ِف ْت َية محمو ًما: هاتي في مجيئ ِك الثاني
ورد ًة