Page 72 - merit 45
P. 72

‫العـدد ‪45‬‬                          ‫‪70‬‬

                                                             ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫عمر شهريار‬

‫الحياة لعبة قديمة‬

‫أرمم الشقوق التي خلفتها الشمس‪.‬‬                                                         ‫عندما يأتي المساء‬
         ‫أدس الشغف في عروقي‪،‬‬                                                               ‫أخلع جسدي‪،‬‬

       ‫وأزرع الأمل بين ضلوعي‪.‬‬                                                        ‫أتركه مك َّو ًما وغار ًقا‬
                                                                                          ‫في شيخوخته‪.‬‬
                  ‫كمهند ٍس ماه ٍر‬
            ‫أصلح ماكينة الجسد‪،‬‬                                                    ‫أفكك أعضائي على مهل‪،‬‬
                                                                                       ‫أنتشل الحب الميت‬
                     ‫أعيده شا ًّبا‪،‬‬                                                            ‫من قلبي‪،‬‬
            ‫كسيارة خرجت لتوها‬
                                                                               ‫وأُشيِّ ُع جثته لمثواها الأخير‬
                    ‫من الصيانة‪،‬‬                                                        ‫في مقبرة الذاكرة‪.‬‬
                        ‫وطاز ًجا‬
                                                                                       ‫عندما يأتي المساء‬
                  ‫كوجبة ساخنة‪.‬‬                                              ‫أخلع من عين َّي الصو َر السا َّم َة‬
                                                                          ‫وأكنس من أذن َّي الحصى المدبب‪،‬‬
                     ‫وفي الصباح‬
                         ‫أرتديه‪،‬‬                                                  ‫أنظف قدمي من الخطى‬
                                                                                                 ‫التائهة‪،‬‬
                ‫وأطلقه في العالم‪،‬‬
        ‫ليمشي بـ»صدر مفتوح»‪،‬‬                                                  ‫وأغسل يد َّي من المصافحات‬
                                                                                                 ‫الجافة‪،‬‬
            ‫يتلقى طعنات ناصعة‪،‬‬
             ‫وخطى تائهة جديدة‪،‬‬                                             ‫أقتلع الصمت الذي نمى وأزهر‬
            ‫وصو ًرا سامة لم تزل‬                                                               ‫في لساني‪.‬‬

                          ‫لامعة‪،‬‬                                                       ‫عندما يأتي المساء‪،‬‬
                  ‫وحصى جدي ًدا‪،‬‬                                             ‫أنظف جسدي من غبار النهار‪،‬‬
   ‫وينبت في لساني صمت طازج‪،‬‬
             ‫ويغرق في شيخوخة‬                                                            ‫وطعناته الغادرة‪،‬‬

                         ‫جديدة‪.‬‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77