Page 222 - merit 46 oct 2022
P. 222

‫العـدد ‪46‬‬         ‫‪220‬‬

                                                            ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬   ‫منزل ماكثة فيه‪ ،‬إلى امرأة‬
                                                                           ‫أكثر استقلالية وانفصا ًل‬
  ‫اليونان‪ .‬وفي عام ‪،1907‬‬    ‫عائلتها ظلت هدي شعراوي‬
      ‫دعت النساء للتبرع‬        ‫تعاني كونها أنثي‪ ،‬فمنذ‬                         ‫عن شؤون هذا البيت‪،‬‬
                                ‫مرحلة البلوغ عانت من‬                         ‫كما تقلدت المرأة الكثير‬
    ‫لإنشاء جمعية لرعاية‬           ‫التفرقة بين الجنسين‬                       ‫من المناصب والمراتب في‬
    ‫الطفل‪ ،‬ولكن الحكومة‬          ‫«بينها وبين شقيقها»‪،‬‬
     ‫أوقفت هذا المشروع‪.‬‬                                                                   ‫المجتمع‪.‬‬
    ‫وفي العام التالي ‪1908‬‬    ‫وهو ما كتبته في مذكراتها‬                        ‫فالمرأة العربية ساهمت‬
  ‫نجحت في إقناع الجامعة‬       ‫التي حكت بالتفصيل عن‬                           ‫في كل مجالات النشاط‬
 ‫المصرية بتخصيص قاعة‬         ‫المتغيرات والصدمات التي‬
‫للمحاضرات النسوية‪ ،‬وقد‬         ‫تعرضت لها‪ ،‬ولكن كون‬                               ‫الإنساني وأضافت‬
 ‫كانت تقول إن عمل المرأة‬        ‫ذلك أم ًرا سلبيًّا بالنسبة‬                    ‫إلى إبداعات الرجل في‬
   ‫في هذه النشاطات مهم‬                                                       ‫الأدب والفن والسياسة‬
                                ‫لها‪ ،‬إلا أنها حولت ذلك‬                       ‫والإصلاح‪ ،‬ولم تتوقف‬
                ‫لسببين‪:‬‬       ‫إلى إيجابي فتغير تفكيرها‬                    ‫المرأة العربية عن مطالبتها‬
‫‪ -1‬أو ًل توسيع آفاق المرأة‬                                                ‫بمزيد من حقوقها‪ ،‬أم ًل في‬
 ‫واكتسابها المعرفة العملية‬      ‫وشخصيتها وأصبحت‬                          ‫المساواه التامة أمام القانون‬
                               ‫المدافعة عن حقوق المرأة‬                    ‫والدستور فكان لها الكثير‬
   ‫وتوجيه تركيزها إلى ما‬      ‫المصرية‪ ،‬ورمز من رموز‬
    ‫تستطيع تقديمه خارج‬      ‫النضال اللاتي شكلن تاريخ‬                                    ‫مما أرادت‪.‬‬
                              ‫الحركة النسوية في مصر‬                         ‫وتعد «هدي الشعراوى»‬
                  ‫المنزل‪.‬‬      ‫في نهايات القرن التاسع‬                      ‫رائدة من رائدات الحركة‬
     ‫‪ -2‬وثانيًا تغيير فكر‬    ‫عشر حتى منتصف القرن‬                             ‫النسائية في مصر‪ ،‬كما‬
    ‫المجتمع السائد عن أن‬                                                     ‫أنها من الجيل المؤسس‬
  ‫النساء مخلوقات للمتعة‪،‬‬                    ‫العشرين‪.‬‬                      ‫للحركة النسوية فيها‪ ،‬فقد‬
 ‫ويحتجن الحماية الدائمة‪،‬‬     ‫وتحكي هدي شعراوي في‬                         ‫ولدت «هدي الشعراوى» أو‬
 ‫لذلك من الأفضل إبقائهن‬                                                    ‫نور الهدي محمد سلطان‬
                               ‫مذكراتها‪ :‬تفضيل أخيها‬                     ‫بمحافظة المنيا في ‪ 23‬يونيو‬
               ‫في المنزل‪.‬‬       ‫الصغير «خطاب» عليها‬                        ‫عام ‪1879‬م‪ ،‬ووالدها هو‬
      ‫شهدت مصر نهض ًة‬          ‫وإعطائه معاملة خاصة‪،‬‬                        ‫محمد سلطان باشا الذي‬
 ‫أدبي ًة مع النضال الثوري‬    ‫وعلي الرغم من أنها تكبره‬                     ‫عمل مدي ًرا لعدة مديريات‪،‬‬
 ‫ضد الاحتلال البريطاني‪،‬‬       ‫بعشرة أعوام‪ ،‬وعند طرح‬                        ‫منها بني سويف والفيوم‬
 ‫فاقترحت هدي شعراوي‬            ‫تساؤلها اكتشفت المعني‬
‫فكرة تأسيس نا ِد للسيدات‬       ‫الظاهر للنوع الاجتماعي‬                         ‫وأسيوط والغربية‪ ،‬ثم‬
      ‫للتباحث في الشؤون‬     ‫حيث قيل لها إن أخاها رغم‬                       ‫مفت ًشا عا ًّما للوجه القبلي‪،‬‬
     ‫الأدبية والاجتماعية‪،‬‬    ‫كونه أصغر سنًّا فإنه يو ًما‬                    ‫ثم رئي ًسا لمجلس النواب‬
     ‫ووجدت تشجي ًعا من‬        ‫ما سوف يصبح مسؤو ًل‬                         ‫ومجلس شوري القوانين‪،‬‬
      ‫العديد من السيدات‪،‬‬    ‫عن إعالة الأسرة‪ ،‬لذلك فإن‬
  ‫ودعتها الكاتبة الفرنسية‬   ‫كونه ذك ًرا يتيح له امتيازات‬                      ‫ثم قائم مقام خديوي‪.‬‬
   ‫مرجريت كليمان لإلقاء‬                                                    ‫أما زوجها فهو على باشا‬
 ‫سلسلة محاضرات ثقافية‬                           ‫أكثر‪.‬‬                       ‫شعراوي‪ ،‬فكان الوصي‬
  ‫على السيدات في الجامعة‬      ‫بدأ نشاط هدي شعراوي‬                        ‫عليها بعد وفاة والدها‪ ،‬وقد‬
  ‫المصرية‪ .‬وفي عام ‪1910‬‬
  ‫وضعت التخطيط الكامل‬            ‫الاجتماعي عام ‪،1895‬‬                              ‫توفي عام ‪.1922‬‬
     ‫لمشروع «مب َّرة محمد‬       ‫عندما شاركت في لجنة‬                         ‫وخلال حياتها في منزل‬
                                ‫لجمع المساعدات للدولة‬
                                ‫العثمانية في حربها مع‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227