Page 217 - merit 46 oct 2022
P. 217

‫الملف الثقـافي ‪2 1 5‬‬

         ‫هربرت ماركيوز‬                       ‫هدى الصدة‬                ‫قد شاركت في مصلحة‬
                                                                   ‫إشراك النساء في المناصب‬
  ‫لهن الفرصة لتقليد مناصب‬            ‫تشكيل الهياكل الاجتماعية‬     ‫الحزبية العليا‪ ،‬مما أدى إلى‬
   ‫قيادية‪« ،‬فالمرأة الحقيقية لا‬         ‫والثقافية التي قمعتهن‪،‬‬   ‫تعيين شخصيات بارزة مثل‬
    ‫تستسلم أب ًدا»(‪ )27‬كما قال‬                                   ‫(هدى الصدة) نائبة لرئيس‬
‫نيتشه‪ ،‬بالإضافة إلى أن «المرأة‬     ‫فحاربت المرأة من أجل إجلاء‬     ‫الحزب المصري الديمقراطي‬
‫عميقة‪ ،‬لا يلمس لها قا ًعا»(‪.)28‬‬      ‫الاستعمار‪ ،‬قاومت تغيرات‬
‫وبالتالي فهي «ليست سطحية‬                                             ‫الاجتماعي‪( ،‬هالة شكر‬
  ‫إلا من وجهة نظر (ذكوري)‬          ‫السوق النيوليبرالية‪ ،‬تصدت‬      ‫الله) رئيسة لحزب الدستور‬
                                      ‫للأنظمة الأبوية‪ ،‬ورسمت‬      ‫و(كريمة الحفناوي) أمينة‬
       ‫يخاف على هويته التي‬             ‫مسارات جديدة للتحول‬
    ‫شكلها في جدال عنيف مع‬                ‫السياسي والاجتماعي‬          ‫عامة للحزب الاشتراكي‬
 ‫(النساء)»(‪ .)29‬ولذا وجب على‬                  ‫والثقافي العربي‪.‬‬           ‫المصري‪ ،‬ناهيك عن‬
  ‫المرأة أن تبحث عن ذاتها من‬         ‫بيد أن تعليم المرأة ووعيها‬
‫جديد بعي ًدا عن عباءة ذكورية‬            ‫بهويتها هو بداية تغيير‬   ‫الشخصيات النسائية البارزة‬
    ‫تسعى لحجبها وراء أزقة‬               ‫المجتمع بأكمله وصو ًل‬       ‫في مختلف الأحزاب»(‪.)26‬‬
‫الحريم‪ ،‬فبعدما انتصرت المرأة‬         ‫لهويته العربية‪ .‬ومن ثمرة‬          ‫حتى أن حزب الحرية‬
 ‫لذاتها الإنسانية والأنثوية‪ ،‬لا‬       ‫الكفاح صدر قرار بتعيين‬       ‫والعدالة –الذي تم إنشاؤه‬
  ‫يزال هناك العديد من سدنة‬           ‫(‪ 98‬قاضية) للجلوس على‬             ‫ليكون ذرا ًعا سياسيًّا‬
   ‫الفضيلة ينصبون أنفسهم‬
 ‫قضاة للحكم على المرأة لمجرد‬       ‫منصات مجلس الدولة لأول‬         ‫لجماعة الإخوان المسلمين‪-‬‬
 ‫خروجها عن القالب المع ِّد لها‬         ‫مرة في تاريخ مصر (في‬        ‫اختار أن ُيدرج عد ًدا قلي ًل‬
‫سل ًفا‪ ،‬وبأنها تستحق كل فعل‬                                       ‫من النساء في دائرة الضوء‪،‬‬
   ‫مشين لمجرد أنها لا ترتدي‬          ‫أكتوبر ‪ ،)2021‬وذلك بعد‬        ‫وتجدر الإشارة إلى أنه في‬
                                     ‫‪ 72‬عا ًما على إنشاء مجلس‬
               ‫غطا ًء للرأس!‬       ‫الدولة دون تمثيل للمرأة به‪،‬‬       ‫الوقت الذي تخترق فيه‬
    ‫فقطعا نضال المرأة لم ينته بعد‬    ‫فقديما كانت كلية الحقوق‬      ‫المرأة المجال العام للسياسة‬
                                      ‫حك ًرا على الذكور‪ ،‬واليوم‬
                                   ‫أصبحت المرأة قاضية‪ ،‬فلولا‬            ‫الحزبية‪ ،‬تشهد أي ًضا‬
                                     ‫النضال المستمر لما سنحت‬      ‫انخرا ًطا ملحو ًظا للرجال في‬

                                                                           ‫الحركة النسائية‪.‬‬
                                                                  ‫وبعد نز ٍر لا يستهان به من‬

                                                                     ‫العمل المضن ِّى والصراع‬
                                                                     ‫الشاق‪ ،‬وتخلي المرأة عن‬

                                                                       ‫ثوب الوعود الذكوري‬
                                                                      ‫الم ُــرقع‪ ،‬وبعدما كانت‬
                                                                   ‫كالج ْذع السقيم فقد اشت َّد‬
                                                                   ‫عودها‪ ،‬وتش َّكل وع ُيها بعد‬
                                                                     ‫أن كان ُمغيبًا‪ ،‬كانت ولا‬
                                                                 ‫تزال المرأة المصرية والعربية‬
                                                                    ‫جز ًءا أساسيًّا من ال ِحراك‬
                                                                       ‫السياسي والاجتماعي‬

                                                                        ‫والثقافي‪ ،‬فلم تتظاهر‬
                                                                   ‫النساء في الميادين فحسب‪،‬‬
                                                                    ‫بل طالبن بالعدالة وإعادة‬
   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222