Page 226 - merit 46 oct 2022
P. 226

‫العـدد ‪46‬‬         ‫‪224‬‬

                                                          ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬     ‫وفي عام ‪ ،1937‬أصدرت‬
                                                                             ‫هدى شعراوي مجلة‬
 ‫خلفها أرشي ًفا ضخ ًما من‬                ‫هذة القضية‪.‬‬                          ‫نصف شهرية باسم‬
  ‫الإنجازات التي ما زالت‬       ‫كم هي مناضلة ح ًّقا‪ ،‬كم‬
  ‫مصد ًرا لتعليم الآخرين‪.‬‬    ‫عانت من أجل تحرير المرأة‬                      ‫«المصرية»‪ ،‬وكتبت فيها‬
   ‫هدى شعراوي المصرية‬          ‫من الجهل والعناء وعدم‬                       ‫المقالات‪ ،‬وعرضت آراء‬
  ‫التي تعرف بأنها ناشطة‬        ‫المساواة! كم اهتمت بكل‬                      ‫الكتاب الذين يساندون‬
  ‫ومجاهدة لتاريخ الحركة‬      ‫قضايا المرأة سواء صغيرة‬                       ‫قضايا المرأة‪ ،‬ويسعون‬
  ‫النسوية في مصر‪ ،‬والتي‬       ‫او كبيرة‪ ..‬فكل امرأة الآن‬                ‫لتحريرها‪ ،‬مثل فكري أباظة‬
 ‫واكبت الكثير من القضايا‬                                                ‫وتوفيق الحكيم‪ .‬ولم تركز‬
                                 ‫عليها ان تفتخر بهدى‬                    ‫المجلة على الشئون المنزلية‬
     ‫المعاصرة‪ ،‬والمتواجدة‬    ‫شعراوي‪ ،‬تلك الرائدة التي‬                     ‫التقليدية كثي ًرا لأن هدى‬
  ‫بكثرة في حياة المرأة ولم‬                                                  ‫شعراوي أرادت إيقاظ‬
                                 ‫سعت إلى وجود المرأة‬                   ‫الوعي النسائي خارج البيت‬
      ‫تقتصر إلى هنا فقط‪،‬‬       ‫في المجتمع‪ ،‬الرائدة التي‬                ‫أكثر من داخله‪ ،‬واستخدمت‬
    ‫بل امتدت يدها لأعمال‬    ‫شغلت الرأي العام بل العالم‬                   ‫في تحرير مجلتها المثقفات‬
     ‫السياسة التي نجحت‬      ‫بأهمية المرأة سواء في العالم‬
   ‫كثي ًرا من خلال عقليتها‬   ‫العربي أو الغربي‪ ،‬ورحلت‬                          ‫حتى يحملن الشعلة‬
    ‫الراجحة‪ ،‬كما حصدت‬           ‫الناشطة الكبيرة في ‪12‬‬                       ‫الحضارية من بعدها‪،‬‬
‫هدى شعراوي عدة أوسمة‬        ‫ديسمبر عام ‪ 1947‬ميلادي‬                      ‫فعلى مدار عشرات السنين‬
   ‫ونياشين من الدولة في‬     ‫مصابة بالسكتة القلبية‪ ،‬إثر‬                      ‫واصلت رائدة الحركة‬
‫العهد الملكي‪ ،‬وأطلق اسمها‬     ‫قرار تقسيم فلسطين من‬                         ‫النسوية هدى شعراوي‬
  ‫على عديد من المؤسسات‬         ‫قبل الأمم المتحدة والذي‬                 ‫محاربتها للجهل‪ ،‬الذي دفع‬
   ‫والمدارس والشوارع في‬     ‫صدر في ‪ 29‬نوفمبر ‪،1947‬‬                         ‫بالآلاف من الفتيات إلى‬
‫مختلف مدن مصر حينها‪.‬‬           ‫وكانت حينها تناهز عمر‬                   ‫الوقوع ضحايا للأسر‪ ،‬التي‬
                                ‫الثمانية والستين سنة‪،‬‬                   ‫لا تعترف إلا بزواج الفتاة‬
          ‫«هدي شعراوي‬        ‫حيث كانت سنوات مفعمة‬                      ‫في سن مبكر‪ ،‬وهو المعروف‬
  ‫الأرستقراطية المناضلة»‬    ‫بالأعمال السياسية الراجحة‬                    ‫بـ»زواج القاصرات»‪ ،‬ولا‬
                              ‫والساطعة في إطار الوطن‬                      ‫تزال المنظمات الحقوقية‬
               ‫‪------‬‬       ‫العربي ككل‪ ،‬وكانت حياتها‬                        ‫وجمعيات حقوق المرأة‬
  ‫أخصائي بجامعة طنطا‪،‬‬           ‫نموذ ًجا مدرسيًّا للعديد‬                 ‫تواصل عملها في مواجهة‬
 ‫دكتوراه في فلسفة العلوم‬     ‫من النسويات الأخريات في‬
                              ‫مصر‪ ،‬فقد ذهبت وتركت‬
      ‫الحديثة والمعاصرة‪.‬‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231