Page 229 - merit 46 oct 2022
P. 229
227 الملف الثقـافي
على حداثة سنها ،وهي تلك اللحظة الفارقة ،في نبراوي ،نوال السعداوي،
ُتساق إلى زواج مبكر، مذكراتها« :جاء سعيد وغيرهن ،ولعل الأجواء التي
وهكذا ،وجدت نفسها آغا وخلفه علي بك فهمي
أ ًّما وزوجة وهي لا تزال وزوج خالتي سعد الدين رافقت مسيرتها ساعدتها
طفلة .زوجتها والدتها من بك ،فهرولت إلى غرفتي، على نسج أفكارها التنويرية
ابن عمتها «علي شعراوي» وعندما وجدتهم يتبعونني،
الوصي الشرعي على لجأت إلى النافذة وأعطيتهم وتصديرها للواقع،
أملاك أبيها بعد وفاته، ظهري ففاجأني علي بك فمصر كانت تعيش آنذاك
وكان أكبر منها بأربعين قائ ًل :إن ابن عمتك علي بك
عا ًما ،بل ومتزو ًجا ولديه شعراوي يريد الزواج منك، ذروة حراكها السياسي
ثلاثة أبناء ،فقررت أمها أن فمن توكلين منا؟ في تلك والفكري في المطالبة
تضمن نجاح تلك الزيجة اللحظة بالذات ،فهمت معنى
بشرط وحيد كتبته في كل تلك الاستعدادات وهذه بالاستقلال والتحرر من
الوثيقة وهو أن تكون هدى الأشياء التي لم يمكنني كافة القيود المجتمعية.
هي الزوجة الوحيدة على تفسيرها من قبل ،وأخذت في الوقت نفسه تزامن
ذمة علي ،وفي حال عودته أبكي وأنا مولية لهم ظهري،
لزوجته الأولى أو زواجه ولما طال وقوفهم ،تقدم صعود الاتجاه النسوي مع
بامرأة أخرى ،يكون عقد «سعيد آغا» وهمس في تفجر الأطروحات المطالبة
زواجه من هدى باط ًل أذني :أتريدين إغضاب روح بتحرير المرأة من مثقفي
والدك والقضاء على والدتك عصر النهضة أمثال جمال
تلقائيًّا. المريضة؟ إنها في غرفتها الدين الأفغاني ،ورفاعة
وبالفعل انفصل علي عن تتلوى على سرير المرض الطهطاوي ،ومحمد عبده،
وتبكي ،وربما لا تحتمل
زوجته الأولى ،وتزوج الصدمة إن أنت رفضت. وقاسم أمين ،وكافة الأفكار
بهدى سلطان ،وغير وأصابت مني هذه الكلمات التنويرية التي تم طرحها في
اسمها فيما بعد لهدى مواطن الضعف ،فقلت لهم: ذاك الوقت وكانت تمهد لهن
افعلوا ما تشاءون ،وخرجت الطريق لكي يكسرن ضهر
شعراوي .وبعد عامين مهرولة إلى غرفة والدتي،
فقط من زواجها ،حدث ما فاصطدمت بمسمار كان القمع ويتغلبن عليه.
تخوفت منه والدتها ،فقد في جانب الباب ،فشج ولدت نور الهدى محمد
رأسي وأسال دمائي ،وكان سلطان «هدى شعراوي»
عاد إلى حياته الأولى مع المنظر محز ًنا ومؤلمًا فبكت ابنة صعيد مصر في 23
أم بناته ،ولما تأكدت أمها صديقتي وبكى كل من يونيو عام ،1879ووالدها
هو محمد سلطان باشا
من ذلك بحدوث الحمل حولي». الذي كان رئي ًسا لأول
قررت انفصالها عنه وهي كان صوتها أضعف من برلمان مصري (،)1882
وقد مات عنها وهي في
بعمر 14سنة ،وعادت أن ُيسمع .في ُعرسها الخامسة من عمرها ،تولت
للعيش في بيت والدها، رأت في عيون النساء لط ًفا أمها مسؤولية تربيتها،
وهم يهنئونها؛ فهمت بعد
واستكملت دراستها وزوجتها في الثالثة
للفرنسية ووسعت دائرة سنوات أنه كان شفق ًة عشرة من ابن عمتها علي
شعراوي باشا وهو أحد
أصدقائها ومعارفها،
وخلال تلك الفترة التقت قادة ثورة .1919ولم
هدى بثلاث نساء كان لهن تعلم هدى شعراوي بهذا
تأثير كبير في حياتها ،وهن الزواج إلا قبل نصف ساعة
من حدوثه وقد وصفت