Page 230 - merit 46 oct 2022
P. 230

‫العـدد ‪46‬‬         ‫‪228‬‬

                                                           ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬  ‫عديلة نبراوي‪ ،‬وهي صديقة‬
                                                                         ‫مصرية كانت تصاحبها في‬
  ‫بالسؤال‪ :‬إلى أين تذهبين‬       ‫الباب أمام المرأة المصرية‬
‫والرصاص يدوي في أنحاء‬        ‫لحضور الاجتماعات العامة‪،‬‬                      ‫النزهات‪ ،‬وعطية سقاف‪،‬‬
 ‫المدينة؟ فأجبت‪ :‬للتظاهرة‬    ‫وانتزعت الاعتراف بإمكانية‬                    ‫تركية‪ ،‬من أقرباء والدتها‬

  ‫التي قررتها اللجنة‪ .‬أراد‬     ‫رئاسة امرأة لندوة عامة‪.‬‬                       ‫من بعيد‪ ،‬وأوجيني لو‬
  ‫أن يمنعني‪ ،‬فقلت له‪ :‬هل‬          ‫سعت إلى تأسيس عدد‬                       ‫بران‪ ،‬سيدة فرنسية أكبر‬
   ‫الوطنية مقتصرة عليكم‬           ‫من الجمعيات الخيرية‬                   ‫سنًّا ومتزوجة من رجل من‬
                                                                        ‫الأعيان الأثرياء‪ ،‬عين لاح ًقا‬
     ‫معشر الرجال وليس‬         ‫التي حشدت جهود النساء‬                       ‫رئي ًسا للوزراء‪ .‬وأصبحت‬
      ‫للنساء نصيب فيها؟‬           ‫المصريات الراغبات في‬
    ‫فأجابني‪ :‬هل يرضيك‬                                                        ‫لو بران صديقة لهدى‬
  ‫إذا تحرش بكن الإنجليز‬         ‫المساهمة في العمل العام‬                   ‫ومرشدة وأم بديلة وقوة‬
      ‫فيفزع بعض النساء‬            ‫مثل «مبرة محمد علي»‬
      ‫ويولولن‪ :‬يا أمي‪ ..‬يا‬     ‫لمساعدة الأطفال المرضى‬                            ‫نسوية في حياتها‪.‬‬
 ‫لهوتي؟ قلت له إن النساء‬        ‫عام ‪ .1909‬كما ساهمت‬                       ‫استردت شعراوي حياتها‬
‫لسن أقل شجاعة منكم ولا‬           ‫في تشكيل «اتحاد المرأة‬                 ‫الزوجية عام ‪ 1900‬في عمر‬
  ‫غيرة قومية أيها الرجال‪.‬‬         ‫المصرية المتعلمة» عام‬
 ‫وتركته وانصرفت لألحق‬        ‫‪ ،1914‬وأسست لجنة تحت‬                           ‫الثانية والعشرين تحت‬
  ‫بالسيدات اللواتي كن في‬      ‫اسم «جمعية الرقي الأدبي‬                     ‫ضغط من أسرتها‪ ،‬فكانت‬
                                                                         ‫قد انفصلت عن ابن عمتها‬
               ‫انتظاري»‪.‬‬                     ‫للسيدات»‪.‬‬                  ‫وعادت لمنزل أبيها لكن دون‬
   ‫عندما سافرت إلى روما‬           ‫لكن انطلاقتها الكبرى‬                  ‫وقوع الطلاق‪ ،‬واستمر على‬
                                  ‫كانت مع ثورة ‪.1919‬‬                      ‫هذا الحال لمدة ‪ 7‬سنوات‪،‬‬
     ‫في بداية العشرينيات‬        ‫في ‪ 16‬آذار (مارس) عام‬                     ‫ثم عادت له ورزقت هدى‬
      ‫للمشاركة في مؤتمر‬         ‫‪ ،1919‬خرجت على رأس‬                        ‫بابنتها بثينة وابنها محمد‬
‫الاتحاد النسائي الدولي مع‬      ‫تظاهرة نسائية من ‪300‬‬                       ‫ووهبت لهما حياتها لعدة‬
‫وفد من النساء المصريات‪،‬‬      ‫سيدة للمناداة بالإفراج عن‬
    ‫التقت موسوليني الذي‬        ‫زعيم الثورة سعد زغلول‬                                      ‫سنوات‪.‬‬
  ‫صافح عضوات المؤتمر‪.‬‬           ‫ورفاقه‪ .‬شهد ذلك اليوم‬                       ‫بعد سنوات قليلة‪ ،‬بدأت‬
‫وعندما جاء دور شعراوي‪،‬‬       ‫التاريخي مقتل أول شهيدة‬                         ‫ملحمة الكفاح من أجل‬
‫قال لها إنه يراقب باهتمام‬          ‫للحركة النسائية التي‬                 ‫حقوق الوطن قبل أن يكون‬
‫حركات التحرير في مصر‪.‬‬        ‫أشعلت حماسة بعض نساء‬                            ‫دفاعها من أجل حقوق‬
  ‫لم تصمت‪ ،‬بل طلبت منه‬           ‫الطبقات الراقية اللواتي‬                ‫المرأة‪ .‬كانت تعي منذ البداية‬
   ‫أن يمنح المرأة الإيطالية‬    ‫خرجن في مسيرة ضخمة‬                        ‫أنها قريبة من المهمشين في‬
   ‫حقوقها السياسية‪ .‬كان‬            ‫رافعات شعار الهلال‬                      ‫المجتمع؛ لذا‪ ،‬شاركت في‬
  ‫هذا المؤتمر بداية التفكير‬  ‫والصليب دلي ًل على الوحدة‬                  ‫الجهود الأهلية لمقاومة وباء‬
       ‫في تكوين «الاتحاد‬      ‫الوطنية‪ ،‬ونددن بالاحتلال‬                  ‫الكوليرا الذي اجتاح البلاد‪.‬‬
   ‫النسائي المصري» الذي‬            ‫الإنجليزي‪ ،‬وتوجهت‬                         ‫وفي عام ‪ 1909‬نجحت‬
  ‫ناضلت من خلاله بهدف‬             ‫المسيرة إلى بيت الأمة‪.‬‬                  ‫في تنظيم ندوة نسائية في‬
‫تحقيق مطالب رآها البعض‬          ‫تحكي شعراوي عن ذلك‬                      ‫الجامعة المصرية حول المرأة‬
      ‫تجاو ًزا وكان أهمها‪:‬‬      ‫اليوم‪« :‬بينما كنت أتأهب‬                  ‫الغربية والشرقية ومسألة‬
   ‫المساواة في الحقوق بين‬    ‫لمغادرة منزلي للاشتراك في‬                   ‫الحجاب‪ ،‬وترأست الجلسة‬
     ‫الرجل والمرأة وأهمها‬      ‫التظاهرة‪ ،‬بادرني زوجي‬                     ‫الأخيرة في الندوة‪ ،‬ففتحت‬
   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234   235