Page 232 - merit 46 oct 2022
P. 232

‫هم الكاتب أن يثبت لجدي‬                  ‫في حين كانت واجهة الحركة‬
   ‫أن المبلغ قد دفع مرتين‬      ‫النسوية في عهد السادات متمثلة في‬
   ‫وأمسك بدفتر الحساب‬          ‫جيهان السادات كواجهة رسمية أي ًضا‬
     ‫لإثبات ذلك‪ ،‬مد جدي‬        ‫تمثل نسوية الدولة‪ ،‬واستمر ذلك حتى‬
    ‫يده إلى الدفتر وأغلقه‪،‬‬
  ‫وأمر الكاتب بدفع المبلغ‬        ‫عهد مبارك فتغيرت الواجهة لتصبح‬
                                      ‫سوزان مبارك التي استمرت حتى‬
 ‫في الحال‪ ،‬وبعد انصراف‬
 ‫الرجل‪ ،‬قال جدي للكاتب‪:‬‬          ‫نهاية حكم مبارك في فبراير ‪.2011‬‬
                                  ‫وفي عهد حسني مبارك تم تأسيس‬
   ‫ألا تستطيع أن تفهم أن‬       ‫المجلس القومي للمرأة برئاسة سوزان‬
‫الرجل ربما كان في ضائقة‬
                                     ‫مبارك ليكون الواجهة الحكومية‬
   ‫مالية‪ ،‬وأن مطالبته هذه‬                               ‫للنشاط النسوي‪.‬‬
    ‫ما هي إلا طلب مستتر‬
     ‫للمعونة؟ في مثل هذه‬       ‫مرة؛ ظنًّا منهم أنه قد نسي‬       ‫العربي‪ ،‬وأنشأت مجلة‬
  ‫الحالات لا تعد مطل ًقا إلى‬      ‫ما دفعه لهم‪ ،‬وقد جاءه‬     ‫‪ l’Egyptienne‬عام ‪1925‬‬
 ‫الإلحاح في تنبيهي؛ لأنني‬                                   ‫ومجلة المصرية عام ‪.1937‬‬
‫أتذكر جي ًدا ما لي وما عليَّ!‬  ‫ذات مرة رجل كان قد باعه‬
   ‫ولقد كانت هذه المواقف‬          ‫«تقاوي» قصب وقبض‬              ‫وألفت «عصر الحريم»‬
  ‫وغيرها سببًا في اجتذاب‬                                         ‫الذي تروي فيه وضع‬
‫محبة مستخدميه وولائهم‬           ‫ثمنها‪ ،‬ليطالب بثمنها مرة‬      ‫المرأة المصرية بين ‪1880‬‬
  ‫ووفائهم‪ ،‬فجازاه أحدهم‬        ‫أخرى‪ ،‬فأمر جدي بصرف‬
  ‫في ابنه من بعده‪ ،‬وقصة‬                                                      ‫و‪.1924‬‬
                                   ‫ثمنها له‪ ،‬وحاول كاتب‬       ‫وبعي ًدا عن الجانب العملي‬
     ‫ذلك أن والدي عندما‬         ‫الدائرة أن يلفت نظره‪ ،‬إلى‬
‫اشترى تفتيش «دماريس»‬                                            ‫ونضال هدى شعراوي‬
                                   ‫أن هذا التاجر سبق أن‬        ‫دفا ًعا عن المرأة‪ ،‬سنذكر‬
   ‫جعل يفكر في تدبير ما‬         ‫استلم الثمن‪ ،‬وليس له أي‬
‫بقي عليه من ثمنه‪ ،‬ولاحظ‬         ‫شيء‪ ،‬فأجابه جدي‪ :‬ادفع‬            ‫شيئًا مه ًّما بخصوص‬
                                ‫له الثمن؛ لأنه لم يتسلمه‪،‬‬         ‫أصلها وتربيتها لأننا‬
   ‫انشغاله رجل مسن من‬                                            ‫سنحتاج ذلك في نقاط‬
    ‫مستخدمي والده فقال‬           ‫فدفعه له‪ ،‬وبعد مدة عاد‬           ‫تالية؛ لقد كان جدها‬
  ‫له‪ :‬ما بك؟ فأجابه بأنني‬       ‫التاجر نفسه يطالب بثمن‬       ‫الحاج سلطان عميد الجيل‬
  ‫أفكر في تدبير باقي ثمن‬                                         ‫الخامس من عائلته في‬
    ‫التفتيش الجديد‪ ،‬فقال‬            ‫التقاوي للمرة الثالثة‪،‬‬  ‫مصر‪ ،‬كان مشهو ًرا بالكرم‬
 ‫الرجل‪ :‬لا تفكر واتبعني‪،‬‬         ‫فثار الكاتب وقال لجدي‪:‬‬          ‫والسماحة‪ ،‬فيحكى أن‬
  ‫وتبعه والدي من حجرة‬            ‫إنه سبق أن قبض الثمن‬        ‫بعض عملائه التجار كانوا‬
    ‫إلى أخرى حتى وصلا‬          ‫مرتين‪ ،‬ولكن جدي تناسى‬        ‫يتقاضون حقوقهم أكثر من‬
  ‫إلى غرفة متطرفة مغلقة‪،‬‬        ‫ذلك وقال للكاتب‪ :‬إنني لا‬
‫وفتحها الرجل بمفتاح كان‬          ‫أتذكر‪ ،‬فأعطه نقوده‪ ،‬ولما‬
  ‫معه وأدخل والدي فيها‪،‬‬
    ‫وجاء ببساط كبير من‬
‫الصوف وفرشه على أرض‬
   ‫الغرفة‪ ،‬ثم فتح «زلعة»‬
   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237