Page 277 - merit 46 oct 2022
P. 277

‫‪275‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫سينما‬

               ‫محمود أبو زيد‬                 ‫علي عبد الخالق‬                ‫جميع السلع المفيدة خاضع‬
                                                                         ‫للاستغلال وارتفاع الأسعار‪،‬‬
 ‫أمر لا مفر منه في ذلك الزمن‪.‬‬                 ‫كان لعنصرا الكوميديا‬        ‫ورفع سعر «الكيف» الذي لا‬
‫يختتم المخرج الفيلم ببيت شعر‬               ‫والموسيقا حضور طا ٍغ في‬       ‫يعتبر من أساسيات الحياة لا‬
                                         ‫الفيلم؛ لعرض مدى سطحية‬
                ‫لأحمد شوقي‪:‬‬             ‫شخصية جمال كدليل على أن‬               ‫يمكن اعتباره استغلا ًل‪.‬‬
    ‫إ َّنما الأمم الأخلاق ما بقيت‬    ‫الغناء الهابط هو مؤشر لانحدار‬          ‫يقتنع صلاح بفلسفة أخيه‬
 ‫فإ ْن ُه ُم ذهب ْت أخلا ُقهم ذهبوا‬        ‫الذوق الفني‪ ،‬إذ ُيعرف كل‬      ‫وتزدهر الحياة المادية لكليهما‬
   ‫وهو نفس بيت الشعر الذي‬            ‫مجتمع بنوعية الفن الذي يقدمه‪.‬‬         ‫بعد صنع كميات كبيرة من‬
‫تربى عليه الأخوان في الصغر‪.‬‬              ‫في النهاية ينقلب السحر على‬         ‫الحشيش الزائف‪ ،‬ويتمكن‬
                                        ‫الساحر‪ ،‬وتنهار حياة الاثنين‬     ‫جمال من إنتاج أغاني سطحية‬
  ‫البحث عن الكمال‬                         ‫عندما يقوم تاجر المخدرات‬      ‫وتوزيعها على شرائط كاسيت‪،‬‬
‫جري الوحوش ‪1987‬‬                        ‫بإجبار صلاح على ُصنع كمية‬      ‫بينما ينجح صلاح في إلحاق ابنه‬
                                         ‫كبيرة من المخدر‪ ،‬ويتعرض‬         ‫بالمدرسة الخاصة بعدما كان‬
    ‫يقرر العالم «نبيل‪ /‬حسين‬              ‫للتعذيب هو وأخاه‪ ،‬وينتهي‬        ‫يستحيل ذلك في الماضي نظ ًرا‬
       ‫فهمي» إحداث ضجة في‬                                                   ‫لارتفاع رسوم الانتساب‪.‬‬
                                             ‫الفيلم بشخصية صلاح‬         ‫طرح الفيلم أي ًضا مفهوم قيمة‬
   ‫الأوساط العلمية‪ ،‬من خلال‬              ‫وقد صارت ضحية للإدمان‬        ‫الأشياء من خلال محادثة دارت‬
   ‫عملية تبرع بسيطة يستطيع‬           ‫و»الكيف» الذي ظل ينكر وجوده‬      ‫بين الأخوين‪ ،‬فالقيمة من منظور‬
    ‫من خلالها الشخص العقيم‬           ‫منذ البداية‪ ،‬بعدما أجبره التاجر‬        ‫صلاح ليس لها ثمن‪ ،‬إذ لا‬
                                        ‫على تعاطي الهيروين‪ ،‬لينتهي‬    ‫يمكن تقدير الحق مث ًل أو الخير‬
     ‫الإنجاب‪ ،‬الأمر الذي ينال‬        ‫الفيلم وهو يرقص وقد فقد عقله‬       ‫بثمن محدد؛ لأنها في حد رأيه‬
  ‫إعجاب صديقه «أبو الدهب‪/‬‬            ‫وسط بكاء زوجته وأخيه‪ ،‬وكأن‬          ‫قيم سامية لا سعر لها‪ ،‬وهي‬
  ‫نور الشريف»‪ ،‬التاجر الثري‬             ‫الغرق في السطحية والإدمان‬     ‫رؤية معاكسة لما يؤمن به جمال‬
    ‫الذي يطمح إلى إنجاب طفل‬                                              ‫الذي يرى أن لكل شيء ثمنًا‪،‬‬
 ‫ذكر يحمل اسمه ويمنع جشع‬                                                ‫ولا قيمة للأخلاق أو الشهادة‬
                                                                       ‫الجامعية في هذا العصر‪ ،‬بل ما‬

                                                                              ‫يطلق عليه «تفتيح المخ»‪.‬‬
                                                                           ‫وفي الربع الأخير من الفيلم‬
                                                                        ‫يدور حوار بين صلاح وتاجر‬
                                                                         ‫المخدرات «سليم البهظ» الذي‬
                                                                          ‫يرى أن المدمن هو من يوقع‬
                                                                       ‫نفسه في ِشباك المخدرات نتيجة‬
                                                                            ‫لضعف الإرادة‪ ،‬وأن تجار‬
                                                                         ‫المخدرات لم يجبروا أح ًدا على‬
                                                                       ‫التعاطي‪ ،‬فكل شخص مسؤول‬
                                                                       ‫عن نفسه واختياراته في الحياة‪،‬‬
                                                                         ‫مكذ ًبا المعلومات التي يؤكدها‬
                                                                          ‫صلاح عن أضرار المخدرات‬
                                                                           ‫وتسببها في سرطان الرئة‪.‬‬
   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281   282