Page 275 - merit 46 oct 2022
P. 275

‫بيئة ‪2 7 3‬‬

                                                                        ‫الربح على حساب‬
                                                                             ‫الضمير‬

‫نور الشريف ونورا في فيلم العار‬           ‫ُيدخنه من حشيش‪ ،‬حلا ًل أم‬                          ‫العار ‪1982‬‬
                                        ‫حرا ًما‪ُ ،‬يجيب الأخ الأكبر بكل‬     ‫من أجل الحصول على حقهما‬
        ‫إلى كمال وأبيه لأنهما تاجرا‬   ‫ثقة أنه إذا كان الحشيش حلا ًل‬      ‫في الورث الذي يعلمان جي ًدا أن‬
       ‫في المخدرات‪ ،‬أما بقية الأسرة‬    ‫فهم يشربونه‪ ،‬وإذا كان حرا ًما‬      ‫الطريق الوحيد للحصول عليه‬
                                                                            ‫هو تهريب الحشيش وبيعه‪،‬‬
          ‫فضحايا لا ذنب لهم‪ ،‬وهو‬          ‫فهم يحرقونه‪ ،‬فهو يرى أن‬
     ‫تحليل أراد شكري إقناع نفسه‬         ‫الحشيش مجرد نباتات خلقها‬             ‫يقرر الطبيب مرهف الحس‬
                                      ‫الله‪ ،‬ورغم سمومها فإنها تحمل‬         ‫«عادل‪ /‬محمود عبد العزيز»‪،‬‬
                      ‫به قبل عادل‪.‬‬
      ‫في النهاية تجري الرياح بما لا‬                           ‫فوائد‪.‬‬           ‫وضابط الشرطة الصارم‬
     ‫تشتهي السفن‪ ،‬وتفسد الصفقة‬        ‫كما يرى شكري أن المجتمع هو‬        ‫«شكري‪ /‬حسين فهمي»‪ ،‬التخلي‬

        ‫بسبب خطأ في تخزين المواد‬         ‫من يحدد الممنوع والمسموح‪،‬‬            ‫عن مبادئهما والتعاون مع‬
    ‫المخدرة‪ ،‬مما يجعل كل شخصية‬         ‫ويجد أن الورث حرام بالنسبة‬       ‫َأ ِخي ُه َما غير الشقيق «كمال‪ /‬نور‬

       ‫ترسم نهايتها بيدها بنا ًء على‬                                     ‫الشريف»‪ ،‬بعد الرحيل المفاجئ‬
      ‫فلسفتها وصراعاتها الداخلية‪.‬‬                                          ‫للأب في حادث مروع‪ ،‬ليقوم‬
                                                                            ‫الإخوة الثلاثة بالتعاون على‬
        ‫وتفقد كل ما حاولت الحفاظ‬
        ‫عليه من حب وعقل وكرامة‪.‬‬                                         ‫دخول كمية كبيرة من الحشيش‬
     ‫سارت الأحداث بجدية تامة من‬                                             ‫إلى البلد ومن ثم بيعها لأحد‬
      ‫بداية الفيلم وحتى نهايته‪ ،‬على‬                                                             ‫التجار‪.‬‬
       ‫عكس الأفلام الثلاثة الأخرى‬
         ‫التي تخللتها بعض الطرافة‬                                        ‫يبدأ الفيلم بموسيقى تصويريه‬
      ‫والمواقف الكوميدية والغنائية‪.‬‬                                             ‫قاتمة صممها حسن أبو‬

    ‫تسطيح المجتمع بالفن‬                                                   ‫السعود‪ ،‬تتخللها نغمات دينية‬
      ‫الهابط والمخدرات‬                                                    ‫مليئة بالشجن تحاول إخبارنا‬
                                                                           ‫بما سوف نشاهد من صراع‬
                      ‫الكيف ‪1985‬‬
    ‫يعيش «جمال عزمي أبو العزم»‬                                                        ‫بين الخير والشر‪.‬‬
                                                                           ‫خلال أحداث الفيلم نجد الأب‬

                                                                             ‫وابنه الأكبر «كمال» يتبعان‬
                                                                         ‫فلسفة المنفعة العامة التي تبرر‬
                                                                        ‫لهما ما يفعلان من أخطاء‪ ،‬مهما‬
                                                                          ‫كانت شنيعة‪ ،‬ما دامت النهاية‬

                                                                            ‫ستحمل السعادة للجميع‪ ،‬إذ‬
                                                                          ‫لا يجدان في بيع الحشيش أي‬
                                                                          ‫ضرر أو خطأ يستحق التوبة‪،‬‬
                                                                          ‫بينما ينظران إلى فوائد البنوك‬

                                                                            ‫وشرب الخمر على أنهما من‬
                                                                                             ‫المحرمات!‬

                                                                           ‫وفي أحد المشاهد عندما يسأل‬
                                                                         ‫عادل أخيه كمال عما إذا كان ما‬
   270   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280