Page 270 - merit 46 oct 2022
P. 270

‫أكتبه)‪.‬‬                                 ‫العـدد ‪46‬‬                           ‫‪268‬‬
‫تصر نصوصي الغريبة المدهشة‬
 ‫المربكة ‪-‬حسبما يقال ويشاع‪-‬‬                                                   ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬    ‫الصحي للجماعات التي يصادق‬
                                                                                                ‫بعضها على بعض في غيابنا‪.‬‬
  ‫على ما فيها من أخطاء وغرابة‬                               ‫السطور؟‬                              ‫تقطر من صفحاتها الدموع‬
‫وجموح‪ ،‬تكره الدروس النهائية‪،‬‬          ‫هي ‪-‬للأسف الشديد‪ -‬لا تتأسف‬
                                                                                            ‫المقهورة اللواتي لا هن مكتومات‬
    ‫تكره شكل المربع والدائرة‪،‬‬             ‫أب ًدا على كونها لا تجيد قراءة‬                   ‫ولا هن مفضوحات‪ .‬هي نصوص‬
     ‫تتجاوز القصص الناصعة‬             ‫الخرائط‪ .‬ولا تصدقها حينما تفك‬
     ‫بسرعة‪ .‬وحده الفراغ يبدو‬                                                                    ‫مرفوعة نخب الفرح الأبيض‬
  ‫ناص ًعا‪ ،‬الفشل ناصع‪ ،‬الغياب‬             ‫شفرتها‪ .‬الجغرافيا علم كاذب‬                        ‫المتوسط وفي صحة الحزن البين‬
     ‫ناصع‪ ،‬الموت أي ًضا ناصع‪،‬‬              ‫ومجرم على أديم نصوصي‪.‬‬
                                          ‫المكان اللغوي الخيالي لا يقبل‬                                               ‫بين‪.‬‬
       ‫ناصع حد السطوع‪ ..‬أما‬           ‫دنس الصور ولا سفاهة الاختزال‬                                ‫هي نصوص تشبه تاريخ‬
    ‫باقي أشياء الحياة‪ /‬الكتابة‬                                                                    ‫صاحبها‪ :‬مليء بالنصوص‬
     ‫ف ُمغبَّ ٌش مر َّك ٌب يشبه قطعة‬            ‫ولا عهر الألوان المائية‪.‬‬                   ‫القديمة‪ ،‬بالكلمات المح َّملة تاريخيًّا‪،‬‬
                                        ‫نصوصي لا تعد ساعات النوم‪،‬‬                                ‫مليئة بالهراء الذي هو قوت‬
          ‫نقدية على وجه تلمع‬           ‫تسهر كثي ًرا وتستيقظ باك ًرا‪ .‬ولا‬                        ‫أيامنا‪ ،‬والذي لا نرضى عنه‬
      ‫تقواها وعلى الوجه الآخر‬
                                         ‫تخشى السكتة القلبية‪ .‬وتكرر‬                                                 ‫بدي ًل‪.‬‬
              ‫يختفي فجورها‪.‬‬               ‫دو ًما‪ :‬لسبب مجهول ما‪ ،‬فإن‬                           ‫يعاني كثير من صفحاتي من‬
          ‫هي نصوص لا تل ِّمع‬              ‫للحياة (أم تراها للنصوص؟)‬                        ‫أمراض الكلام‪ ،‬فهي ب ِّكية متلكئة‪،‬‬
                                       ‫أحكامها‪ ..‬الحال مجهول والكيف‬                             ‫تمجمج‪ ،‬تتأنى تتردد‪ ،‬تتأتئ‬
              ‫أحذيتها‪ .‬الأحذية‬                                                              ‫وتتقعر‪ ..‬وتكرر كلامها كأنها لم‬
         ‫الملمعة أقنعة‪ ،‬والرواية‬                       ‫مجهول أي ًضا‪.‬‬
                                      ‫لكن‪ ..‬حذار‪ ..‬فهي نصوص تحب‬                                                  ‫تقله بعد‪.‬‬
           ‫التي تلتزم بالأقنعة‬                                                              ‫نصوصي لا تضع باروكة ‪-‬فيما‬
                                         ‫الحوار‪ ،‬تصغي للحمقى إلى أن‬                        ‫أعلم‪ -‬ولا تكثر التبرج‪ .‬هي بدائية‬
                                       ‫يتموا هراءهم‪ .‬حتى الهراء يحمل‬
                                                                                             ‫القلب متحضرة الجوارح‪ .‬تشن‬
                                         ‫علامة الإبداع في الخلق‪ ..‬يبقى‬                       ‫دو ًما حر ًبا لأجل استعادة شيء‬
                                            ‫أنها تكره النصائح الكثيرة‪،‬‬
                                                                                                   ‫قديم غير واضح الملامح‪.‬‬
                                      ‫وتكتفي بالكلمة المناسبة التي تنبِّه‬                           ‫تجدها قلقة من الخطوط‬
                                       ‫على شيء واحد فقط؛ شيء ربما‬                            ‫المستقيمة‪ ،‬لا خير فيها إلا وهو‬
                                                                                            ‫جميل في عيون الخبث‪ ،‬ولا خبث‬
                                              ‫لا يكون ها ًّما ج ًّدا‪ ،‬ولكنه‬                  ‫فيها إلا وحواشيه طيبة مطلقة‪.‬‬
                                                     ‫شيء هام بالقدر‬                           ‫تراها ترفض الهدنة مع الكمال‬
                                                     ‫الكافي (على الأقل‬                            ‫والأشكال العالية والقواعد‬
                                                       ‫في اللحظة التي‬                         ‫الرسمية‪ .‬وتجدها دو ًما تفضل‬
                                                         ‫أكتب فيها ما‬
                                                                                                      ‫التجارب على النتائج‪.‬‬
                                                                                             ‫نصوصي ترفض الواقع حينما‬

                                                                                                ‫يتسطح فتتخطاه إلى مضمر‬
                                                                                              ‫سطوحه‪ ..‬الواقع ‪-‬في عرفها‪-‬‬
                                                                                                ‫قشور‪ ،‬والخيال لباب‪ .‬هي لا‬
                                                                                              ‫ترفض تحد ًيا للنزال والمبارزة‪،‬‬
                                                                                               ‫هكذا هي الأمور بين السطور‬

                                                                                                   ‫فلماذا لا تكون كذلك على‬
   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275