Page 268 - merit 46 oct 2022
P. 268

‫العـدد ‪46‬‬                                        ‫‪266‬‬

                                     ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬

 ‫لكن بمعنى مختلف‪ ،‬فقد دعمني‬                ‫نيكوس كازنتزاكيس‬           ‫هاروكي موراكامي‬  ‫يحيى الطاهر عبد الله‬
     ‫وناقش مجموعتي الأولى في‬
                                     ‫–منذ سنوات‪ -‬مع الروائي‬                 ‫ولماذا في الحالتين؟‬
‫دمنهور وأنا بعد طالب جامعي‪،‬‬               ‫الكبير خيري شلبي‪،‬‬
    ‫رغم أن كتابتي دون شك لا‬               ‫قال لي إن «الروائيين‬         ‫الجوائز تتبع تصورات مانحيها‪،‬‬
   ‫تنتمي إطلا ًقا لعالمه السردي‪،‬‬                                         ‫من نوبل وحتى جوائز الدولة‬
                                        ‫الجدد» في مصر أبناؤه‬
  ‫وهذه قيمة كبرى تضاف لقيم‬              ‫المباشرون‪ ،‬خرجوا من‬           ‫المصرية في الآداب المقسمة بالعدل‬
‫هذا «الليبرالي» العظيم‪ .‬إذا أردت‬      ‫عباءته يعني مثلما خرج‬                 ‫‪-‬مع استثناءات قليلة‪ -‬بين‬
 ‫تصوري عن العباءة «المصرية»‬              ‫الروائيون الروس من‬
                                     ‫عباءة جوجول‪ ..‬كان يدلل‬              ‫دعم الكتابة التقليدية والتكريم‬
  ‫التي خرج ُت أنا منها‪ ،‬سأقول‬          ‫على ذلك باستخدام لغة‬            ‫التقاعدي‪ .‬الحل هو تكثير مراكز‬
‫بلا تردد‪ :‬قصيدة النثر المصرية‪.‬‬           ‫خشنة فيها خلط بين‬            ‫الجوائز الكبرى‪ ،‬بحيث تمثل كافة‬
 ‫الناس لا ينتبهون عادة للروافد‬          ‫الفصحى والعامية‪ ،‬إلى‬          ‫تيارات الكتابة‪ ،‬من الأدب المحافظ‬
                                        ‫جانب الاهتمام بالحكي‬
  ‫غير السردية عندما يتصدون‬            ‫والذهاب إلى العشوائيات‬              ‫إلى الرواية الإيروتيكية‪ .‬قرأت‬
  ‫للبحث في مرجعية السارد‪ ،‬إذ‬                                            ‫لك منشو ًرا تقول فيه إن مليون‬
‫ير ُّدون الروائي تلقائيًّا لروائيين‬                 ‫والأطراف‪.‬‬
                                                                          ‫جنيه‪ ،‬وهو رقم تافه بالنسبة‬
                       ‫أسبق‪.‬‬          ‫أنت تكتب كتابة مختلفة لا تشبه‬        ‫للدولة المصرية أو لأي رجل‬
      ‫أنا ابن قصيدة حلمي سالم‬        ‫أح ًدا في رأيي‪ ..‬فهل توافق خيري‬   ‫أعمال‪ ،‬تكفي لتقدم مصر جائزة‬
  ‫ورفعت سلام وعلي قنديل‪ ،‬وما‬                                            ‫عربية كبيرة ومجزية ومنحازة‬
 ‫تلاهم من أجيال تنتمي أنت لها‪.‬‬                       ‫شلبي فيما قال؟‬        ‫لأدب طليعي‪ .‬المسألة ليست‬
  ‫هذا الرافد هو ما صنع تكويني‬             ‫أنا ابن مباشر لخيري شلبي‬       ‫صعبة‪ ،‬لكن‪ ،‬هل هناك من هو‬
    ‫المبكر‪ ،‬وصاغ ح ِّسي اللغوي‪،‬‬
       ‫وأفقي الشعري‪ ،‬ومزاجي‬                                                        ‫معني فع ًل بالأمر؟‬
 ‫الروائي حيث أكتب السرد بحثًا‬
   ‫عن قصيدة‪ ،‬ولذلك أميل أي ًضا‬                                         ‫في عدة حوارات أجريتها‬
 ‫للساردين ذوي ال َن َفس الشعري‬
 ‫من إدوار الخراط ليحيى الطاهر‬
     ‫عبد الله لمحمد المنسي قنديل‬
      ‫ومحمد المخزنجي‪ .‬وأنا هنا‬
‫أتحدث عن الجوهر العميق للأفق‬
 ‫الشعري‪ ،‬الذي يتجاوز التركيب‬
     ‫السطحي للغة نحو التجريد‬
‫العميق للسؤال الإنساني‪ .‬ماركيز‬
    ‫وتوني موريسون وبروست‬
  ‫وألبير كامو ومايكل أونداتجي‬
    ‫وخوان مياس وبول أوستر‪..‬‬
  ‫جميع هؤلاء روائيون مفضلون‬
      ‫لي‪ ،‬ذلك أنهم جميعًا شعراء‬
   263   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273