Page 265 - merit 46 oct 2022
P. 265

‫‪263‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حوار‬

   ‫يكون العمل المقصود قد حقق‬                      ‫يوسف إدريس‬
   ‫نجا ًحا عربيًّا فاق حتى نجاحه‬
  ‫في مصر‪ ،‬فصدرت منه طبعات‬               ‫من ناحي ٍة أخرى‪ ،‬نحن نصرخ‬
                                         ‫في مصر حين ُتستبعد مصر‬
      ‫عربية في أكثر من عاصمة‪،‬‬             ‫من الجوائز العربية الكبرى‪،‬‬
‫وتصدر لوائح الأعلى مبي ًعا في كل‬         ‫وما إن يلوح في الأفق اقتراب‬
‫معارض الكتاب العربية‪ ،‬ونوقش‬             ‫عمل مصري من الحصول على‬
 ‫في كل العواصم العربية ‪-‬حرفيًّا‬       ‫جائزة مهمة حتى تنطلق حروب‬
                                       ‫شرسة يكاد بعض الأدباء فيها‬
 ‫لا مجا ًزا‪ -‬من المحيط للخليج في‬       ‫أن يصبحوا قاطعي طريق أمام‬
‫أكبر وأهم المؤسسات والفعاليات‬          ‫فوز المصري‪ ،‬وحدث ذلك معي‬
 ‫والدوريات الثقافية‪ .‬ثم لا يكتفي‬           ‫شخصيًّا حيث كرس بعض‬
‫ذاك المنبر بالتجاهل بل ينتقل إلى‬      ‫الروائيين جهدهم كله لتشويهي‬
                                          ‫حد توجيه منشورات للجنة‬
  ‫المكايدة فيحتفي‪ ،‬مث ًل‪ ،‬بكل من‬         ‫تحكيم البوكر بهدف الضغط‬
  ‫وصلوا إلى قائمة جائزة عربية‬         ‫عليها و»الشوشرة» على فرصي‪.‬‬
‫كبيرة مع التجاهل التام للمرشح‬          ‫هناك أشكا ٌل أخرى من الضغط‬
 ‫المصري‪ ،‬وكأن نبذ «الشوفينية»‬
   ‫يقتضي الإنكار الكامل لحامل‬                ‫كأن يخصص منبر أدبي‬
                                            ‫«مصري» مل ًفا ضخ ًما عن‬
     ‫الجنسية‪ .‬هذا بالتأكيد ليس‬         ‫«الشوفينية المصرية” لمجرد أن‬
        ‫سلو ًكا بريئًا‪ ،‬ولا مهنيًّا‪.‬‬      ‫رواية مصرية حققت نجا ًحا‬
                                          ‫حقيقيًّا على الأرض‪ ،‬ليتحول‬
 ‫هذا النوع الرخيص من الحروب‬            ‫الأنصار البريئون من القراء إلى‬
‫«الأهلية» يحدث في مصر‪ ،‬ويعاد‬            ‫«ألتراس» و»لجان إليكترونية»‬
  ‫توجيهه من الآخرين حين يطرأ‬          ‫حسب الطرح الغث للمنبر‪ .‬طب ًعا‬
                                      ‫الزعم نفسه عامر بالتدليس حين‬
    ‫الحديث عن الرواية المصرية‪،‬‬
  ‫إذ ُنتهم بأننا ُنسهم بأنفسنا في‬

               ‫تقليص حظوظنا‪.‬‬

  ‫روايتك الأخيرة «ماكيت‬
     ‫القاهرة» لاقت روا ًجا‬

  ‫واس ًعا أكبر من أي عمل‬
 ‫سابق لك رغم أنها ليست‬
‫بسيطة على مستوى البناء‬

     ‫الفني والسرد ورسم‬
    ‫الشخصيات واختلاف‬
   ‫الزمن وتداخله وغرابة‬
  ‫الفكرة وكبر حجمها‪ ..‬ما‬
    ‫الذي حاولت أن تقدمه‬
   ‫على مستوى المضمون‪،‬‬
   ‫وعلى مستوى البناء في‬
   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270