Page 260 - merit 46 oct 2022
P. 260

‫العـدد ‪46‬‬                            ‫‪258‬‬

                                    ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬

                             ‫طارق إمام‪..‬‬

‫ماركيز هو الروائي المفضل والأكثر‬
 ‫إلها ًما‪ ،‬لكن يتصدر دستويفسكي‬
  ‫وكازنتزاكيس في تص ُّوري لائحة‬

         ‫الأعظم روائًّيا عبر التاريخ!‬

‫ضخامتها‪ ،‬دون أن تتخلى عن الفن‬        ‫مطمئن‪ ،‬تستطيع القول‬            ‫وأنت‬
  ‫والتجديد والتجاوز‪ .‬هذه الحالة‬         ‫إن طارق إمام يكتب‬
    ‫حدثت –بنسبة أقل قلي ًل‪ -‬مع‬
                                    ‫تجربته هو‪ ،‬الفريدة التي‬
‫روايته السابقة «طعم النوم» التي‬     ‫لا تتشابه مع أي تجارب‬
 ‫صنعت حالة فريدة من التجاوب‪،‬‬
 ‫خاصة مع إهداءاته الفنية الملونة‬      ‫سابقة أو مجايلة‪ ،‬فيها‬
                                      ‫سرد منساب وشفيف‬
     ‫التي تتصدر صفحات مواقع‬            ‫وكاشف ومتجاوز؛ لكن دون‬
            ‫التواصل الاجتماعي‪.‬‬         ‫أن يتعالى على قارئه أو يفلته‪،‬‬
                                     ‫لهذا‪ ،‬حين قرأت روايته الأخيرة‬
  ‫أنا ممن يتابعون طارق إمام منذ‬        ‫المدهشة «ماكيت القاهرة» بما‬
  ‫بدايته باهتمام‪ ،‬لأنني رأيت فيه‬    ‫فيها من بناء معقد وتداخل زمني‬
‫كاتبًا مختل ًفا‪ ،‬بل وأطلب إصداراته‬     ‫وحساسية لغوية‪ ،‬مع حجمها‬
                                    ‫الكبير‪ ،‬وتابعت –في الوقت ذاته‪-‬‬
     ‫منه باستمرار وأعكف عليها‪،‬‬      ‫ردود الأفعال الواسعة حولها في‬
     ‫وأتابع هذا الصعود المتنامي‬      ‫مصر وخارجها‪ ،‬ومن ِقبل قراء‬
   ‫في تجربته‪ ،‬في الرواية والقصة‬        ‫عاديين ومدربين على السواء‪،‬‬
    ‫القصيرة‪ ،‬بل وفي النقد كذلك‪،‬‬
      ‫فمقالاته التي تتناول أعمال‬          ‫مختلفي الأعمار والأذواق‪،‬‬
  ‫شعراء وساردين لافتة بالفعل‪،‬‬        ‫بدأت أسأل نفسي عن سر هذه‬
   ‫وتذهب إلى منبع الكتابة برؤية‬     ‫«الخلطة» التي يستطيعها طارق‬
    ‫عميقة‪ ،‬وأتابع أي ًضا تدويناته‬
 ‫خفيفة الظل على صفحته في فيس‬             ‫إمام‪ ،‬هي أن تكون روايته‬
   ‫بوك‪ ،‬التي يختصر فيها معاني‬         ‫«شعبية» تحتل قائمة الأكثر‬
     ‫عميقة بنكتة أو تعليق خفيف‬
                                         ‫مبي ًعا رغم‬
   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265