Page 256 - merit 46 oct 2022
P. 256

‫العـدد ‪46‬‬          ‫‪254‬‬

                                                           ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬    ‫ظاهرة تعدد الزوجات‪ ،‬كما‬
                                                                           ‫دعت إلى خلع غطاء الوجه‬
  ‫صحيحة عن المرأة‪ ،‬تغير‬         ‫ثنائية الرجل والمرأة محل‬                  ‫وقامت هي بخلعه‪ .‬حاربت‬
     ‫المفاهيم الخاطئة التي‬       ‫ثنائية السيد والعبد‪ ،‬وفي‬                  ‫ذلك من خلال دعوتها إلى‬
                                  ‫إطار هذه الثنائية يمتنع‬               ‫تعليم المرأة وتثقيفها وإشهار‬
   ‫أشيعت عنها‪ ،‬وتصحح‬             ‫الجدل الصاعد بالصراع‬                     ‫أول اتحاد نسائي في مصر‬
‫المعلومات التي راجت عنها‬      ‫الجنسي نحو علاقة تكاملية‬
                                                                             ‫عام ‪ ،1923‬وظلت حتى‬
    ‫في العالم‪ ،‬والتي كانت‬                         ‫أرقى‪.‬‬                    ‫وفاتها عام ‪ 1947‬تحضر‬
   ‫تكتب في معظم الأحيان‬         ‫سعت نوال السعداوي في‬                        ‫المؤتمرات وتدعو النساء‬
  ‫بأقلام الرجال‪ .‬ولهذا لم‬                                                ‫للمشاركة وتناضل من أجل‬
  ‫تكن هذه المعلومات تعبر‬          ‫خطابها لتشكيل مفهوم‬                   ‫حقوق تساوي حقوق الرجل‬
  ‫عن حقيقة المرأة‪ ،‬ولكنها‬         ‫جديد عن الجنس العام‬
‫كانت وجهة نظر الرجل في‬          ‫ليتمكن الذكر والأنثى على‬                                ‫في المجتمع‪.‬‬
   ‫المرأة‪ .‬وما أكبر الفارق‪.‬‬        ‫السواء من التحرر من‬
                                ‫سلطوية تقاليد الاضطهاد‬                     ‫نوال السعداوي‬
‫بين الحقيقة ووجهة‬                ‫على مر العصور‪ ،‬والأهم‬                  ‫كنموذج نسوي عالمي‬
       ‫النظر‬                  ‫في خطابها أنها كانت تعتمد‬
                                 ‫على العلم لمواجهة الجهل‬                   ‫نضال نوال السعداوي في‬
‫كان هذا سبب لكتابة نوال‬        ‫والخرافات المنتشرة بشأن‬                     ‫الشأن النسوي أكثر عم ًقا‬
    ‫السعداوي هذا الكتاب‪،‬‬      ‫عدد كبير من الأفكار‪ ،‬سواء‬
                              ‫كان الجنس نفسه أو بعض‬                           ‫واختلا ًفا عن سابقيها‪،‬‬
‫لتفرق بين الحقيقة ووجهة‬         ‫الممارسات الوحشية ضد‬                      ‫ربما لأنها عملت على تعميم‬
  ‫النظر‪ ،‬فما أكثر القصص‬       ‫المرأة كالاغتصاب والتعنيف‬
       ‫من حولنا التي يمر‬         ‫والختان‪ ،‬وكذلك مفاهيم‬                      ‫«عمومية» القضية‪ ،‬ليس‬
  ‫عليها ربما مئات السنين‬       ‫الشرف وما يتعلق بالجدل‬                   ‫باعتبارها مجرد قضية مثيرة‬
 ‫لنكتشف فجأة إنها مجرد‬             ‫حول «غشاء البكارة»‪،‬‬                  ‫للنقاش ولكن باعتبارها عل ًما‬
    ‫أسطورة‪ ،‬أو معلومات‬
      ‫مغلوطة‪ .‬كانت نوال‬             ‫وفي هذا الصدد نذكر‬                    ‫جدي ًرا بالدراسة والتحليل‪،‬‬
 ‫السعداوي صاحبة الآراء‬            ‫كتابها «المرأة والجنس»‬                       ‫فقد اتجهت أن تصبح‬
                                  ‫الذي ُنشر للمرة الأولى‬
‫الجريئة والمواقف الصارمة‬          ‫عام ‪1974‬؛ وفي الكتاب‬                       ‫النسوية أكبر من مجرد‬
    ‫الحقيقية‪ ،‬لا تخشى أن‬         ‫تعرض السعداوي وجهة‬                        ‫التمحور في حركة أو تيار‬
                                 ‫نظرها المثبوتة بالقصص‬                   ‫معين‪ ،‬وكانت صاحبة منهج‬
‫تصدر كتا ًبا طالما أنها تقدم‬  ‫الحقيقية والأدلة عن مأساة‬
‫فيه معلوماتها بشكل علمي‬          ‫المرأة العربية بشكل عام‬                     ‫نسوي قيم هدفه الأول‬
                              ‫والمصرية على وجه التحديد‪،‬‬                     ‫تحرير المرأة العربية من‬
     ‫وطبي سلس وبسيط‪،‬‬               ‫بتناولها قضية شائكة‬                    ‫العبودية والهيمة الذكورية‬
   ‫إنما كانت مشكلة أفكار‬           ‫كعلاقة المرأة بالجنس‪.‬‬                     ‫ومن أفكارها هي ذاتها‪.‬‬
 ‫المتلقين الذيب ربطوا كلمة‬      ‫وذكرت نوال السعداوي»‬
 ‫«الجنس» بالخطيئة والإثم‬                                                      ‫ويقول عفيف فراج في‬
                                     ‫أن تجربتها الخاصة‬                      ‫دراسته «البطل النسائي‬
     ‫دون إدراك حقيقي لما‬          ‫كأمرأة تزودها بحقيقة‬                       ‫قصص نوال السعداوي‬
  ‫تحويه بحور هذه الكلمة‬       ‫أحاسيس المرأة العميقة‪ .‬وما‬                     ‫والجنس الثالث» إنه في‬
                                ‫أحوج العالم إلى معلومات‬                   ‫المنظور السعداوي الأنثوي‬
      ‫وما يمكن أن تفعله!‬                                                  ‫يشطر المجتمع عمود ًّيا على‬
      ‫وفي أثر الحديث عن‬                                                      ‫حد جنسي جارح‪ ،‬تحل‬
‫عمومية القضية كانت نوال‬
   ‫السعداوي تردد بشكل‬
   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261