Page 251 - merit 46 oct 2022
P. 251

‫‪249‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫للدفاع عن حرية المرأة‪ ،‬بل‬       ‫الأساس للحركة النسوية‬       ‫الجنسين‪ ،‬ففي كتاب جوامع‬
   ‫ودعوة النساء العربيات‬        ‫العربية‪ .‬وكانت بالتحديد‬          ‫سياسة أفلاطون والذي‬
   ‫للمشاركة في المؤتمرات‬                                        ‫وصلنا ملخصه بالعربية‬
   ‫العالمية لإثبات أنفسهن‪،‬‬         ‫الرائدات المصريات في‬            ‫تحت عنوان ابن رشد‬
                               ‫المقدمة بشكل دائم تقريبًا‪،‬‬
‫ثم أبرز النساء أمثال هدى‬       ‫أبرزهن هدى شعراوي في‬           ‫والرشدية‪ ،‬يشير ابن رشد‬
  ‫شعرواي‪ ،‬صفية زغلول‬                                           ‫برؤية إصلاحية مستنيرة‬
                                                 ‫وقتها‪.‬‬         ‫لمكانة المرأة في جمهورية‬
‫و ُدرية شفيق وحتى نبوية‬          ‫وفي لمحة تاريخية عربية‬      ‫إفلاطون‪ ،‬ويعارض وجهات‬
‫موسى رائدة تعليم الفتيات‬        ‫سريعة نستطع القول إن‬         ‫النظر القائلة إن المرأة مجرد‬
‫في مصر‪ ،‬ونوال السعداوي‬            ‫الصحفية السورية هند‬        ‫وعاء للحمل والإنجاب فقط‪،‬‬

 ‫المناضلة النسوية العالمية‪.‬‬        ‫نوفل كانت أول سيدة‬             ‫فيقول «يصح أن تقوم‬
‫وقد مرت النسوية العربية‬         ‫عربية تحاول نشر أفكار‬           ‫النساء في المدينة بأعمال‬
                               ‫النسوية وحقوق المرأة من‬        ‫هي من جنس الأعمال التي‬
   ‫بعدد من المراحل يمكننا‬        ‫خلال صحيفتها «الفتاة»‬       ‫يقوم بها الرجال أو بعينها‪،‬‬
‫تقسيمها إلى ثلاث‪ ،‬النضال‬        ‫التي تعد أول صحيفة في‬         ‫فيكون من بينهن محاربات‬
                               ‫العالم العربي تهتم بالشأن‬    ‫وفيلسوفات وحاكمات وغير‬
     ‫ضد النقاب أو البرقع‬        ‫النسوي‪ ،‬وعلى الرغم من‬           ‫هذا»‪ ،‬ويضيف‪« :‬تختلف‬
   ‫بشكله القديم‪ ،‬والمطالبة‬
                                  ‫استمرارها عامين فقط‬              ‫النساء عن الرجال في‬
     ‫بحق المرأة في التعليم‬       ‫(‪ )1894 –1892‬إلا إنها‬         ‫الدرجة‪ ،‬لا في الطبع‪ .‬وهن‬
  ‫والخروج للعمل‪ ،‬ثم حق‬         ‫كانت الشرارة الأولى للفت‬         ‫أهل لفعل جميع ما يفعل‬
 ‫المشاركة سياسيًّا ومدنيًّا‪.‬‬    ‫نظر العالم العربي للمرأة‬       ‫الرجال من حرب وفلسفة‬

   ‫نماذج نسوية‬                            ‫بمنظور جديد‪.‬‬                      ‫ونحوهما»‪.‬‬
  ‫مصرية أثرت في‬                    ‫كذلك نذكر في السياق‬           ‫وبنى ابن رشد أساسه‬
   ‫تاريخ النضال‬               ‫الديني دعوات الشيخ رفاعه‬      ‫الفكري في الدفاع عن حقوق‬
                                ‫الطهطاوي والشيخ محمد‬           ‫المرأة وخروجها من كنف‬
‫رائد التنوير محمد عبده‪:‬‬        ‫عبده للاعتراف بحق المرأة‬      ‫الهيمنة الذكورية على العقل‪،‬‬
     ‫انتصر الأستاذ الإمام‬      ‫في التعلم استنا ًدا للتفسير‬  ‫فالرجل والمرأة يمتلكان العقل‬
                                   ‫الصحيح للدين‪ ،‬ليأتي‬       ‫ذاته‪ ،‬لذلك لا يصح أن ننظر‬
‫محمد عبده للمرأة في كثير‬          ‫قاسم أمين رائد حركة‬       ‫للمرأة وكأنها كائن أقل شأ ًنا‬
    ‫من حقوقها المهضومة‬           ‫تحرير المرأة ويخرج من‬
      ‫وتحدي ًدا وقت توليه‬       ‫الحديث في السياق الديني‬                     ‫من الرجل‪.‬‬
                                 ‫ليناضل بشكل اجتماعي‬             ‫وقد جاء تعزيز الحركة‬
 ‫منصب المفتي‪ ،‬فقد رفض‬             ‫مدني من أجل حصول‬           ‫النسوية العربية ما أن بدأت‬
    ‫النقاب والبرقع‪ ،‬وكتب‬                                     ‫الدول العربية في الاستقرار‬
      ‫الإمام مقالة بعنوان‬            ‫النساء على الحق في‬      ‫وتحقيق الاستقلالية بنهاية‬
                                ‫التعليم والعمل والقوانين‬      ‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وقد‬
 ‫«حجاب النساء من الجهة‬           ‫الحامية لها‪ ،‬وفي سوريا‬          ‫عزز ذلك مؤتمر النساء‬
     ‫الدينية»‪ ،‬وأكد على أن‬     ‫أي ًضا سبقت دعوات قاسم‬           ‫للدفاع عن فلسطين عام‬
    ‫إخفاء وجه المرأة ليس‬                                      ‫‪ ١٩٣٨‬الذي كان ينوب عن‬
                                  ‫أمين‪ ،‬دعوات الأديبتين‬       ‫الأمة والجندر‪ ،‬وكان حجر‬
   ‫من الشرع الإسلامي لا‬            ‫وردة اليازجي وزينب‬
  ‫للتعبد ولا للأدب‪ ،‬بل من‬      ‫فواز‪ ،‬حيث وظفن أقلامهن‬
   ‫العادات القديمة السابقة‬
‫على الإسلام والباقية بعده‪،‬‬
  ‫موض ًحا أنها منتشرة في‬
   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256