Page 252 - merit 46 oct 2022
P. 252
العـدد 46 250
أكتوبر ٢٠٢2 بعض الأمم الشرقية التي
لا تدين بالإسلام .كذلك
ذلك المثقف الذي أصدر الزوجات -فلا ريب فيه، قدم الأدلة الدينية مؤك ًدا
كتابه الأول «تحرير وأوضح أن الإسلام نص أنه لا يوجد في الشريعة
على شروط وقواعد صعبة ن ٌّص يوجب الحجاب على
المرأة» ،والذي أثار جد ًل للتعدد أهمها العدل وهو هذه الطريقة المعهودة ،وإنما
كبي ًرا حتى في الأوساط شرط لا يمكن التحقق منه هي عادة عرضت عليهم
النسائية نفسها ،فمنهن أب ًدا ،لذلك دعا لمنع تعدد من مخالطة بعض الأمم
من رفضنها ،بل ونعتن الزوجات أو تسجيل رغبة فاستحسنوها وأخذوا بها
صاحبها بأقظع الصفات، الرجل في عقد الزواج ومعه وبالغوا فيها وألبسوها
وفي هذا الشأن تقول هدى موافقة الزوجة والعكس لباس الدين ،كسائر العادات
شعراوي في مذكراتها: الضارة التي تمكنت في
كان يذكرني صراخ النساء صحيح .مع تأكيده على الناس باسم الدين والدين
ومهاجمتهن لقاسم أمين حقها في التعليم والعمل مثل
بالجواري عندما تعطي منها براء.
لهن ورقة العتق من الرق، الرجل تما ًما. ثم نجد الإمام في مقالته
إذ كن يبكين على حياة نازلي فاضل:
كانت نموذ ًجا للمرأة يتساءل :كيف لامرأة
العبودية والأسر. الجميلة المثقفة الواعية التي محجوبة أن تعمل بصناعة
ناقش قاسم أمين حجاب تنظم عد ًدا من الصالونات
الثقافية ،فتدعو الإمام أو تجارة ،وكيف يمكن
النساء في ذلك الوقت، محمد عبده وآخرين معه لخادمة محجوبة أن تقوم
وكان المقصود منه للمناقشة فيها ،وأشارت بخدمة بمنزل فيه رجال،
الكتابات أن الأميرة كانت وكيف لامرأة محجوبة أن
(الخمار ،البرقع ،النقاب)، تفضل الإمام وتفضل تدير تجارتها بين الرجال أو
فيقول :قد غالينا في محاورته بسبب فصاحته تمارس الزراعة أو الحصاد.
ورجاحة عقله ،وهو اكتسب ورد بجرأة شديدة أن الذين
طلب التحجب والتحرج منها حب اللغة الفرنسية يدعون إلى حجب المرأة بأي
من ظهور النساء لأعين وأتقنها ،وكذلك تغيرت شكل من الأشكال يستندون
الرجال حتى صيرنا المرأة أفكار كثيرة عن المرأة إلى الفتنة؛ والفتنة لا توجد إلا
مجرد أداة من الأدوات، والفنون لأنها أول من في القلوب الخائفة ،وعليهم
كان يدعو قاسم أمين إلى كان يحاوره في اللوحات أن يغضوا بصرهم لا أن
الرجوع بالحجاب للحد والمنحوتات؛ كذلك تأثر
الشرعي إذا أرادت المرأة بوجودها وأفكارها قاسم يقيدوا المرأة.
أن ترتديه ،وقد دلل في أمين فيما بعد لأنها كانت كذلك انتصر للمرأة من
في البداية تهاجمه لأفكاره خلال رفض تعدد الزوجات:
كتابه على أن الحجاب الظلامية عن المرأة المصرية، فقد كتب في ذلك أي ًضا مقا ًل
موجود لدى عدد كبير من التي كانت ترى أن لديها بعنوان «حكم الشريعة في
الشعوب ،ثم بدأ يتلاشى الاستعداد للتقدم تما ًما تعدد الزوجات» شرح من
لمقتضيات الاجتماع وجر ًيا مثلها مثل الأوروبية. خلالها أن الإسلام يميل
على سنة التقدم والترقي، قاسم أمين: لشريعة الزوجة الواحدة،
ُتنسب دعوات تحرير المرأة ونص :أما جواز إبطال
وهنا طلب بوضوح المصرية لقاسم أمين، هذه العادة -أي عادة تعدد
تخفيف حجاب المرأة،
وفسر حب الرجل لحجاب
النساء بأنه مجرد حب
غريزي نظ ًرا لأنه ورث
شكله من أجداده ،فهو