Page 254 - merit 46 oct 2022
P. 254

‫يتصيدون لها الأخطاء‬          ‫ُتنسب دعوات تحرير المرأة لقاسم‬
  ‫حتى أبلغوا الإنجليز أنها‬  ‫أمين‪ ،‬المثقف الذي أصدر كتابه "تحرير‬

    ‫تعمل بالسياسة‪ ،‬وعلى‬        ‫المرأة" فأثار جدًل حتى في الأوساط‬
 ‫أثر هذا تم نقلها للقاهرة‪،‬‬      ‫النسائية‪ ،‬فمنهن من رفضنها‪ ،‬بل‬
‫وعينت وكيلة للمعلمات في‬      ‫ونعتن صاحبها بأقظع الصفات‪ ،‬وفي‬
   ‫بولاق‪ ،‬ثم ترقت لناظرة‬      ‫هذا الشأن تقول هدى شعراوي في‬
 ‫مدرسة معلمات الورديان‬      ‫مذكراتها‪ :‬كان يذكرني صراخ النساء‬
‫في الإسكندرية عام ‪.1916‬‬       ‫ومهاجمتهن لقاسم أمين بالجواري‬

    ‫واستمرت في وظيفتها‬              ‫عندما تعطي لهن ورقة العتق‬
‫كناظرة لهذه المدرسة حتى‬          ‫من الرق‪ ،‬إذ كن يبكين على حياة‬

              ‫عام ‪.1920‬‬                             ‫العبودية والأسر‪.‬‬
    ‫كتبت نبوية موسى في‬
  ‫الكثير من الصحف مثل‬         ‫بالفعل أعدت الوزارة لها‬   ‫الرجال يحصلون على ضعف‬
                             ‫امتحا ًنا واجتازته بجهدها‬    ‫الراتب‪ ،‬مما أغضبها بشدة‬
      ‫الأهرام والفتاة التي‬   ‫الذاتي ومذاكرتها لنفسها‪،‬‬   ‫حتى راسلت وزارة المعارف‬
    ‫أسستها هند نوفل عن‬       ‫لأنه في ذلك الوقت لم تكن‬      ‫بخطاب رسمي تبدي فيه‬
                            ‫هناك مدارس ثانوية للبنات‬      ‫أستياءها من هذه التفرقة‪،‬‬
      ‫موضوعات تعليمية‬
  ‫وعن قضايا المرأة آنذاك‪،‬‬               ‫بطبيعة الحال‪.‬‬   ‫وجاءها الرد بأنهم يحصلون‬
                             ‫لاقت نبوية موسى شهرة‬           ‫على ضعف راتبها لأنهم‬
     ‫وكانت تعتبر الصوت‬        ‫واسعة بسبب كونها أول‬
  ‫الحر والقوي الذي دافع‬                                 ‫حصلوا على درجة البكالوريا‬
   ‫وناضل من أجل حقوق‬            ‫فتاة تحصل على درجة‬      ‫بينما هي حصلت على دبلوم‬
   ‫المرأة‪ .‬وبجانب نضالها‬     ‫البكالوريا في مصر‪ ،‬وعلى‬
  ‫وريادتها لتعليم الفتيات‪،‬‬                                            ‫المعلمات فقط‪.‬‬
   ‫افتتحت مدارس خاصة‬             ‫أثر ذلك تعينت ناظرة‬         ‫كانت هذه هي الشرارة‬
                             ‫بالمدرسة المحمدية بالفيوم‬   ‫الأولى في قصة نجاح نبوية‬
     ‫في الإسكندرية وظلت‬                                    ‫موسى‪ ،‬حيث إنها بعد رد‬
 ‫توليها اهتمامها‪ ،‬وانتدبت‬      ‫عام ‪ ،1909‬لتصبح أول‬          ‫وزارة المعارف خاطبتهم‬
‫لتحاضر في جامعة القاهرة‬         ‫ناظرة مصرية لمدرسة‬
                                 ‫ابتدائية‪ .‬وأثارت بهذا‬          ‫للمرة الثانية وأبدت‬
        ‫في وقت افتتاحها‪.‬‬        ‫النجاح حفيظة وغضب‬           ‫رغبتها في الحصول على‬
                             ‫كل الرجال في ذلك الوقت‬       ‫درجة البكالوريا من خلال‬
‫هدى شعراوي رائدة‬                 ‫ظنًّا منهم أنها كسرت‬     ‫الامتحان‪ ،‬أندهشت وزارة‬
‫النضال النسوي في‬            ‫القواعد وتعدت عليهم وعلى‬     ‫المعارف في ذلك الوقت لأنها‬
                             ‫وظائفهم ورواتبهم‪ ،‬فظلوا‬    ‫أول فتاة تسعى لذلك‪ ،‬ولكن‬
       ‫مصر‬

 ‫لم تظهر شخصية وأفكار‬
‫هدى شعراوي التقدمية في‬
 ‫ثورة ‪ 1919‬بشكل مفاجئ‬

    ‫وبتحريض من صفية‬
 ‫زغلول كما يروج البعض‪،‬‬
  ‫فقد ولدت نسوية الفكر‪،‬‬

     ‫تشعر به من صغرها‬
   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259