Page 247 - merit 46 oct 2022
P. 247

‫‪245‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫إلى مكان‪ ،‬وهي معرضة‬          ‫المشهورين لهضم حقوقي‬           ‫فشل سلطان باشا في إقناع‬
   ‫عنه‪ ،‬م َما أشعل حبها في‬    ‫ودوس كرامتي وسلب ابنتي‬            ‫عرابي‪ ،‬قيام تلك الحوادث‬
‫قلبه‪ ،‬وعرض عليها الزواج‬                                       ‫التي أدت إلى دخول الإنجليز‬
   ‫بشكل عرفي‪ ،‬فاعترضت‬             ‫حقها في حمل اسم أبيها‬          ‫إلى البلاد عنوة‪ ،‬متذرعين‬
   ‫المطربة وقالت إ َنها تريد‬                   ‫الشرعي‪.‬‬       ‫بالفتن والاضطرابات الداخلية‬
  ‫عق ًدا شرعيًّا‪ ،‬فطلب منها‬                                     ‫والخارجية‪ .‬وما الذي كان‬
  ‫أن تمهله حتى يسترضي‬              ‫تابعت في مذكراتها أنه‬     ‫يستطيع والدي أن يفعله إزاء‬
‫والدته‪ .‬في هذه الأثناء كانت‬         ‫من المعروف عنها أنها‬       ‫الجيوش التي هزمت جيش‬
  ‫المطربة قد شعرت بدبيب‬         ‫كانت مطلقة ولديها ولدان‪،‬‬        ‫عرابي؟ هل كان في إمكانه‬
   ‫الحمل وقررت إجهاض‬                ‫وكانت المفاجأة عندما‬         ‫محاربتها والتغلب عليها‪،‬‬
    ‫نفسها‪ ،‬وعندما أخبرها‬         ‫أعلنت أن لديها أي ًضا ابنة‬    ‫أو تصديق ما كان يقال من‬
   ‫الطبيب بأ َّن هذا الإجراء‬      ‫اسمها ليلي وهي حفيدة‬          ‫إنهم مدافعون عن العرش‬
  ‫خطر على حياتها‪ ،‬تمسك‬          ‫السيدة الجليلة هدى هانم‬          ‫واستتباب الأمن وحماية‬
   ‫شعراوي بها وبالجنين‪،‬‬       ‫شعراوي والمرحوم علي باشا‬        ‫الأجانب‪ ،‬بد ًل من أن يدخلوا‬
                                ‫شعراوي‪ ،‬وابنة محمد بك‬
    ‫وكتب إقرا ًرا بخط يده‬       ‫شعراوي‪ ،‬ونشرت صورة‬                 ‫فاتحين بحد السيف؟»‪.‬‬
 ‫أنها زوجته‪ .‬وعلمت هدى‬          ‫من إقرار كان يعترف فيه‬
                              ‫محمد بك شعراوي بخط يده‬           ‫الاتهام الرابع‪ :‬رد‬
     ‫شعراوي بزواج ابنها‬          ‫بزواجه عرفيًّا من فاطمة‬      ‫الفعل الذي قامت به‬
 ‫الوحيد من المطربة‪ ،‬فثارت‬       ‫سري وبأن ليلي هي ابنته‪،‬‬      ‫هدى شعراوي والذي‬
 ‫ثورة عارمة واتهمت ابنها‬           ‫وشرحت الأسباب التي‬        ‫تعارض مع ما كانت‬
                              ‫دفعتها إلى اللجوء إلى القضاء‬    ‫تنادي به من تحرير‬
    ‫بأ َّنه يحاول قتلها بهذا‬  ‫لإثبات زواجها العرفي وأبوة‬     ‫للمرأة‪ ،‬برفضها نسب‬
  ‫الزواج‪ ،‬وحاولت الضغط‬         ‫محمد شعراوي للطفلة بعد‬        ‫ابنة ابنها من المطربة‬
                                ‫أن هجرها وتنكر لها‪ ،‬فقد‬
    ‫على المطربة بما لها من‬       ‫ارتبطا بزواج عرفي لفترة‬         ‫فاطمة سري‪:‬‬
    ‫نفوذ وعلاقات واسعة‪،‬‬          ‫نتج عنها انجابهما لطفلة‪.‬‬
‫بالتهديد بتلفيق ملف سري‬            ‫وقد أورد تفاصيل هذه‬        ‫في مارس عام ‪ 1927‬نشرت‬
   ‫في شرطة الآداب يتهمها‬          ‫الواقعة الكاتب المعروف‬     ‫المطربة المصرية فاطمة سري‬
     ‫بالدعارة‪ ،‬لكن المطربة‬       ‫«مصطفى أمين» في كتابه‬
‫تحدتهم وقالت إنها ستطلق‬         ‫«مسائل شخصية»‪ :‬أقامت‬            ‫مذكراتها في مجلة المسرح‬
 ‫بنفسها الرصاص على أي‬           ‫هدى شعراوي حف ًل كبي ًرا‬         ‫الأسبوعية وبدأتها قائلة‪:‬‬
   ‫وزير داخلية يقوم بهذا‬         ‫في سرايتها بعد اختلافها‬        ‫مصر لم تر سيدة شرقية‬
                                 ‫مع سعد زغلول وقتذاك‪،‬‬             ‫نشرت مذكراتها على أية‬
               ‫التزوير!»‪.‬‬         ‫وفي الحفل شاهد مح َمد‬          ‫حادثة من الحوادث التي‬
      ‫المجتمع المصري في‬                                           ‫صادمتها في الحياة‪ ،‬لذا‬
   ‫تلك الفترة انقسم حول‬               ‫شعراوي‪ ،‬ابن هدى‬           ‫سيكون عملي هذا جرأة في‬
      ‫القضية‪ ،‬فالباشوات‬           ‫شعراوي‪ ،‬المطربة فاطمة‬      ‫نظر البعض الآخر‪ ،‬والحقيقة‬
     ‫الكبار والأمراء وفيهم‬    ‫سري ‪-‬التي أحيت الحفل‪،-‬‬              ‫أنه واجب أكرهتني عليه‬
   ‫دعاة الحرية والليبرالية‬        ‫فأعجب بها ووقع حبها‬
      ‫وحرية المرأة‪ ،‬وقفوا‬       ‫في قلبه‪ ،‬فراح يلاحقها من‬          ‫الظروف وتكاتف شاب‬
 ‫بجانب هدى شعراوي‪ ،‬أما‬           ‫حفل إلى حفل‪ ،‬ومن مكان‬         ‫غني وبعض رجال المحاماة‬
  ‫بعض الصحف والفنانين‬
  ‫والأفندية والباشوات من‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252